كشفت دراسة حديثة أن معظم الحالات البشرية المصابة بفيروس "H5N1" في أمريكا الشمالية كانت تظهر أعراضًا خفيفة. ومع ذلك، تم تسجيل حالة مرضية خطيرة لمراهقة كندية تبلغ من العمر 13 عامًا. هذه الحالة استدعت اهتمام الخبراء وأثارت القلق بشأن القدرة المحتملة للفيروس على التكيف مع البشر وتطوره إلى شكل أكثر خطورة.
أكدت الدراسة الحديثة التي رصدت أول 46 حالة إصابة بشرية بالفيروس هذا العام أن الغالبية العظمى من الحالات كانت تظهر أعراضًا خفيفة. وقد أشار الباحثون إلى أن هذه النتائج توفر رؤية هامة حول سلوك الفيروس في البيئة الأمريكية. ومع ذلك، فإن وجود حالة شديدة مثل تلك المراهقة الكندية يثير مخاوف جدية حول التطور المحتمل للفيروس.
أظهرت البيانات أن معظم المرضى عانوا من أعراض مثل احمرار العين والتهاب الملتحمة والحرارة وأعراض تنفسية خفيفة. ويرجع الباحثون السبب الرئيسي للإصابة إلى التعرض للحيوانات المصابة أو استهلاك الحليب الخام. وعلى الرغم من أن عدد الإصابات البشرية لا يزال محدودًا، إلا أن استمرار ظهور حالات جديدة يعتبر مؤشرًا على ضرورة تعزيز الإجراءات الوقائية والرصد البيئي.
لفتت حالة المراهقة الكندية البالغة من العمر 13 عامًا الانتباه بسبب خطورة وضعها الصحي. حيث دخلت المستشفى في شهر نوفمبر وتعرضت لأضرار متعددة في الأعضاء، مما استدعى استخدام أجهزة خاصة لدعم وظائف الجسم الأساسية. وقد أرجعت الطبيبة ميغان راني من جامعة ييل الحالة إلى فشل متعدد الأعضاء ووصفتها بأنها مرضية بشكل مروع.
تعافت المراهقة بعد تلقي علاج مكثف باستخدام ثلاثة أنواع مختلفة من الأدوية المضادة للفيروسات. وكانت تعاني من الربو والسمنة المفرطة قبل الإصابة، لكن صحتها كانت مستقرة. ويرجع مصدر العدوى إلى نوع جديد من الفيروس يحمله الطيور البرية، وهو ما أدى إلى تغييرات جينية تشير إلى قدرة الفيروس على التكيف مع البشر. وفي ضوء هذه التطورات، يدعو الخبراء إلى زيادة التعاون بين المحققين في الأمراض البشرية والحيوانية لتحسين الرصد والتحكم في انتشار الفيروس.