صحي
تأثير المعادن الثقيلة على سلامة مساحيق البروتين: دراسة جديدة تكشف الحقائق المثيرة للقلق
2025-01-14
أثارت دراسة حديثة قضايا جوهرية حول سلامة مساحيق البروتين المتاحة في الأسواق، حيث كشفت عن مستويات مرتفعة من الرصاص والكادميوم في العديد من المنتجات. هذه القضية تحظى بأهمية خاصة بالنسبة للمستهلكين الذين يعتمدون على هذه المساحيق كجزء أساسي من نظامهم الغذائي اليومي.

الوعي بالملوثات: خطوة أساسية لضمان صحة المستهلكين

المشكلة العالمية وآثارها الصحية

تعد مشكلة الملوثات في الأغذية قضية عالمية تتعلق بسلامة الغذاء. أظهرت الدراسة أن المعادن الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم موجودة في كل مكان، بما في ذلك المنتجات التي تم تسويقها كأطعمة صحية. هذا الأمر يثير القلق بشأن الآثار الصحية المحتملة لهذه الملوثات على المستهلكين. فعلى سبيل المثال، الكادميوم هو مادة مسرطنة وسامة للقلب والكلى والأمعاء والدماغ والجهاز التنفسي والتناسلي. وكما أكدت إدارة السلامة والصحة المهنية الأمريكية، فإن التعرض لهذه المواد يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة.تشير البيانات إلى أن النباتات تمتص المعادن الثقيلة بشكل طبيعي من قشرة الأرض، ولكنها قد تحتوي على مستويات مرتفعة إذا نمت في تربة ملوثة بالتعدين والنفايات الصناعية والمبيدات الحشرية والأسمدة. هذا يعني أن المنتجات النباتية والعضوية، وخاصة تلك المنكهة بالشوكولاتة، قد تكون أكثر عرضة لاحتواء مستويات عالية من هذه الملوثات.

المنتجات النباتية والعضوية: مخاطر متزايدة

في المتوسط، تحتوي مساحيق البروتين العضوية على ثلاثة أضعاف كمية الرصاص ومرتين كمية الكادميوم مقارنة بالمنتجات غير العضوية. هذا الاختلاف الكبير يثير تساؤلات حول سلامة هذه المنتجات ومدى مطابقتها للمعايير الصحية. كما أن مساحيق البروتين النباتية مثل تلك المصنوعة من فول الصويا والأرز والبازلاء تحتوي على ثلاثة أضعاف كمية الرصاص الموجودة في المنتجات القائمة على مصل اللبن. هذا يدل على أن مصدر البروتين يؤثر بشكل كبير على مستويات الملوثات في المنتج النهائي.بالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى أن مساحيق البروتين بنكهة الشوكولاتة تحتوي على أربعة أضعاف الرصاص وحوالي 110 أضعاف الكادميوم مقارنة بالمساحيق بنكهة الفانيليا. رغم أن الكاكاو والشوكولاتة الداكنة غنيان بالفلافونويد ومضادات الأكسدة والمعادن المفيدة الأخرى، إلا أنهما يحتويان على مستويات عالية من المعادن الثقيلة. وقد أظهرت دراسة أخرى أن 43٪ من ست دزينات من منتجات الشوكولاتة الداكنة تجاوزت الحد الأقصى المسموح به لجرعة الرصاص.

تقنيات التحليل الحديثة ودورها في الكشف عن الملوثات

يمكن للتقنيات التحليلية الحديثة اكتشاف حتى مستويات ضئيلة من العناصر الطبيعية، مثل المعادن الثقيلة، الموجودة في التربة والهواء والماء. غالبًا ما تكون هذه المستويات الضئيلة أدنى بكثير من عتبات السلامة المحددة من قبل الوكالات الفيدرالية، مثل إدارة الغذاء والدواء (FDA) ووكالة حماية البيئة (EPA). ومع ذلك، يظل السؤال مطروحًا حول مدى دقة هذه المعايير ومدى مطابقتها للاحتياجات الصحية للمستهلكين.لفهم هذه المشكلة بشكل أفضل، قام مشروع Clean Label بشراء 160 منتجًا من 70 من أفضل العلامات التجارية مبيعًا لمساحيق البروتين وإرسالها إلى مختبر معتمد مستقل لإجراء حوالي 36000 اختبار فردي على 258 ملوثًا مختلفًا، بما في ذلك المعادن الثقيلة والبيسفينول والفثالات ومواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل (PFAS). رغم أن تقرير عام 2024 تضمن فقط مستويات الرصاص والكادميوم والبيسفينول أ والبيسفينول إس، فإن البيانات المتعلقة بالملوثات الأخرى سيتم إصدارها في تحديث لاحق.

الخطوات العملية للمستهلكين

لم يكن هدف الدراسة هو إثارة الذعر بين المستهلكين، بل كان الهدف هو زيادة الوعي حول أهمية اختيار المنتجات بحكمة. رأت بوين أنه ليس من الضروري التوقف عن استخدام مساحيق البروتين كجزء من نمط حياة صحي، ولكن يمكن للمستهلكين اتخاذ بعض الإجراءات الذكية لضمان سلامتهم. على سبيل المثال، بالنسبة للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا قائمًا على النباتات بالكامل، يبدو أن مساحيق البروتين المصنوعة من البازلاء تحتوي على أقل مستويات من المعادن الثقيلة. وإذا لم يكن لديك أي قيود غذائية، تشير البيانات إلى أن مساحيق البروتين القائمة على مصل اللبن أو القائمة على البيض بنكهة الفانيليا ستحتوي على أقل كمية من الملوثات.أخيرًا، يعد التواصل مع العلامات التجارية المفضلة للاستفسار عن مستويات الملوثات إجراء ذكي آخر من جانب المستهلكين. من خلال زيادة الوعي والطلب على الشفافية، يمكن للمستهلكين المساهمة في تحسين جودة المنتجات المتاحة في الأسواق.
More Stories
see more