تشهد السماوات في ساعات الفجر الأولى ظاهرة فلكية استثنائية، حيث يتشكل اقتران نادر بين كوكب الزهرة وكوكب زحل وهلال القمر. وفقًا للتقارير الصادرة عن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، فإن هذا الترتيب الفريد للأجرام السماوية سيبدو وكأنه "وجه مبتسم" فوق الأفق الشرقي في بعض المناطق حول العالم. ومع ذلك، فإن هذه الرؤية لن تكون متاحة بشكل كامل في جميع الدول.
على الرغم من أن العديد من دول العالم ستحظى بمشاهدة هذا المشهد الفلكي المذهل، إلا أن المملكة العربية السعودية لن تكون ضمن تلك الدول التي يمكنها رؤية "الوجه المبتسم". كما أوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإن الحسابات الدقيقة تشير إلى أن السماء السعودية ستظهر فيها الكواكب والقمر في تشكيل مختلف تمامًا. فكوكب عطارد سيكون قريبًا من الأفق الشرقي، بينما سيقترب هلال القمر من كوكب زحل دون أن يشكل أي تصوير مشابه للاحتفالات الفلكية الأخرى.
تختلف الرؤية الفلكية حسب الموقع الجغرافي بسبب عدة عوامل طبيعية. فالكرة الأرضية ذات الشكل الكروي تلعب دورًا أساسيًا في تحديد كيفية ظهور الأجرام السماوية عند النظر إليها من مواقع مختلفة. وفي المناطق الاستوائية والجنوبية، يبدو الاقتران على شكل قوس مميز يشبه الابتسامة، بينما في الشمال مثل السعودية، يبدو الترتيب مائلًا وغير مكتمل. ومن خلال هذه الظاهرة، نتعلم أهمية التنوع والتفرد في الطبيعة، مما يعزز إحساسنا بالدهشة والإعجاب أمام عظمة الكون الواسع.