أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة نيو مكسيكو أن مستويات الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في أنسجة دماغ الإنسان قد ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية. وفقًا للباحثين، فإن العينات التي تم جمعها من أدمغة الأشخاص المتوفين في عام 2024 تحتوي على تركيزات أعلى بكثير من تلك التي تم جمعها قبل ثماني سنوات. هذه النتائج تثير مخاوف بشأن التأثير المحتمل لهذه الجسيمات على صحة الدماغ، خاصة لدى الأشخاص المصابين بالخرف.
وفقًا لأستاذ العلوم الصيدلانية ماثيو كامبن، فقد لاحظ الباحثون زيادة كبيرة في تركيزات الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في أنسجة الدماغ مقارنة بأعضاء أخرى مثل الكلى والكبد. حيث بلغت نسبة تركيز هذه الجسيمات في الدماغ حوالي 0.48٪ بالوزن، مما يعادل ملعقة صغيرة من البلاستيك. هذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 50٪ عن المستويات المسجلة في عام 2016.
أشار كامبن أيضًا إلى أن الأدمغة التي تعود لأشخاص مصابين بالخرف كانت تحتوي على تركيزات أعلى من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة مقارنة بأدمغة الأشخاص الأصحاء. وقد تركزت هذه الجسيمات في جدران الأوعية الدموية والخلايا المناعية في الدماغ. هذه الظاهرة يمكن أن تكون مرتبطة بضعف حاجز الدم في الدماغ، وهو ما يؤدي إلى تراكم الجسيمات البلاستيكية الدقيقة داخل الأنسجة العصبية.
على الرغم من هذه النتائج المقلقة، يؤكد الباحثون على ضرورة الحذر في تفسير البيانات. حيث أن الدراسات الحالية لا تزال غير قادرة على تحديد إذا كانت الجسيمات البلاستيكية الدقيقة هي السبب في الإصابة بالأمراض العصبية أم أنها مجرد نتيجة لها. كما أن هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم كيفية تفاعل هذه الجسيمات مع الخلايا العصبية وما إذا كان لهذا التفاعل عواقب سامة.
في ختام البحث، أوضح كامبن أن الأبحاث المستقبلية ستسعى لتحديد ما إذا كانت الأجهزة الرئيسية في الجسم، مثل الكبد والكلى، قادرة على طرد بعض المواد البلاستيكية أم لا. كما سيحاول العلماء الوصول إلى تقديرات أكثر دقة لمستويات الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الدماغ وكيفية تأثيرها على الصحة العامة.