صحي
اكتشاف أحفوري يعيد كتابة تاريخ البشر القدامى في آسيا
2025-04-12

كشف علماء الآثار عن اكتشاف مذهل يتعلق ببقايا أحفورية تعود لنوع غامض من البشر القدامى، ويعتقد أنها تشير إلى وجودهم في منطقة مضيق تايوان. تم العثور على الفك المتحجر عام 2010 بواسطة صيادي سمك قبالة سواحل تايوان، حيث ظلت هويته غير مؤكدة لفترة طويلة. باستخدام تقنيات حديثة لتحليل البروتينات القديمة الموجودة في الأسنان المتصلة بالفك، أكد العلماء أن هذه الأحفورة تعود إلى رجل من نوع "الدينيسوفان"، مما يعزز فهمنا لتوزيع هذا النوع الغامض عبر آسيا.

في عام 2010، انتشل صيادون قطعة أثرية غريبة من أعماق البحر قبالة سواحل تايوان. كان الشكل البشري لهذه الأحفورة واضحًا، لكنها بقيت لغزاً لمدة عقد من الزمن. في دراسة نشرتها مجلة "ساينس" عام 2023، استخدم الباحثون تقنية جديدة لاستخراج البروتينات من الأسنان المتصلة بالفك، وهي طريقة تتجاوز حدود الحمض النووي. هذه التقنية كشفت أن الأحفورة تعود إلى رجل من نوع "الدينيسوفان".

تعود هذه الأحفورة إلى فترة زمنية تتراوح بين 10,000 و190,000 سنة مضت، وهي مرتبطة بفترة انخفاض مستوى البحر التي حولت الممر البحري إلى جسر بري بين الصين وتايوان. يعتقد العلماء أن الرجل الدينيسوفاني قد عاش في هذا المنطقة خلال تلك الفترة. يمثل هذا الاكتشاف الموقع الثالث المؤكد لوجود البشر الدينيسوفانيين، بعد الكهوف في سيبيريا وهضبة التبت.

غالباً ما يتم العثور على أحافير قديمة في شباك الصيادين قبالة سواحل تايوان، حيث تعود هذه البقايا للعصر الجليدي. ومع ذلك، فإن أحفورة "بينغهو 1" كانت مختلفة تمامًا. تم نقلها إلى متحف تايوان الوطني للعلوم الطبيعية، حيث بدأت عملية البحث والتحليل. لم يكن بإمكان الباحثين استخلاص أي حمض نووي منها بسبب تدهور المادة الوراثية، مما دفعهم إلى استخدام تقنيات استخراج البروتينات الحديثة.

أظهرت النتائج أن الدينيسوفانيين كانوا يتميزون بأسنان ضخمة بشكل غير مألوف، مما يعكس تكيفاتهم البيئية. كما كشفت البروتينات المستخرجة أن الفرد الذي تعود إليه الأحفورة كان ذكرًا. يُعتبر هذا الاكتشاف خطوة كبيرة نحو فهم أفضل لتاريخ البشر القدامى في آسيا، خاصة وأن الدينيسوفانيين كانوا متواجدين في مناطق متنوعة مثل سيبيريا والتبت وأجزاء أخرى من شرق آسيا.

رغم الغموض الذي لا يزال يحيط بهذا النوع البشري القديم، فإن هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة أمام علماء الآثار. يأمل الخبراء أن يؤدي تحليل المزيد من الأحافير باستخدام تقنيات البروتينات إلى إبراز صورة أكثر وضوحًا عن ملامح الدينيسوفانيين وعاداتهم اليومية. يبقى السؤال المثير: كيف كانت تبدو الإناث من هذا النوع؟ وما هي خصائصهن الجسدية؟ حتى الآن، تظل الإجابات غامضة.

مع تطور تقنيات التحليل الأحفوري، تقترب الإنسانية من فهم أعمق للتاريخ المشترك مع أسلافها القدماء. هذا الاكتشاف ليس فقط مهمًا لعلم الآثار، ولكنه أيضًا دليل جديد على التنوع البيولوجي الذي عاش على الأرض قبل آلاف السنين. يشير إلى أن البشر القدامى كانوا أكثر انتشارًا واختلافًا مما كنا نتصور سابقًا، مما يعزز أهمية الاستمرار في البحث والاكتشاف.

More Stories
see more