تعد منطقة مأوى صخرة "تكاركوري" جنوب غرب ليبيا مكانًا مليئًا بالأسرار التاريخية. وفقًا لدراسات حديثة، كانت هذه المنطقة ذات يوم مليئة بالحياة والخصوبة قبل 7,000 عام، على عكس الصورة الصحراوية القاحلة التي نراها اليوم. باستخدام تقنيات علمية متقدمة، تمكّن الباحثون من استخراج المعلومات الوراثية الكاملة من بقايا امرأتين مدفونتين هناك. يشير هذا الاكتشاف إلى أن السكان القدماء كانوا يتمتعون ببيئة خصبة مليئة بالأشجار والأنهار والبحيرات الدائمة.

تشير الأدلة العلمية إلى أن هؤلاء السكان لم يكونوا معزولين فقط من الناحية الجينية، بل أيضًا كانوا جزءًا من مجتمعات متطورة تعتمد على صيد الأسماك وتربية الحيوانات. حيث عثر علماء الآثار على بقايا 15 فردًا مدفونين في المأوى الصخري، مما يدل على وجود مجتمع بشري متكامل. وقد أظهرت التحليلات الجينية أن هذه المجموعة كانت تنحدر من سلالة غير معروفة سابقًا، ما يشير إلى عزلتهم الطويلة في تلك المنطقة الخصبة.

الإنسانية دائمًا ما كانت تسعى لاكتشاف المزيد عن جذورها وأصولها. هذا الاكتشاف يعزز من فهمنا للطريقة التي عاش بها البشر القدماء وكيف تكيفوا مع بيئاتهم المختلفة. كما يؤكد على أهمية التعاون بين مختلف التخصصات العلمية لفهم الماضي بشكل أفضل. إن هذه الدراسات ليست مجرد رحلة عبر الزمن، بل هي دعوة لإعادة النظر في كيفية تفاعل الإنسان مع بيئته واستدامته لها عبر العصور.