تُظهر نتائج دراسة حديثة أن الرجال قد أصبحوا أطول وأثقل وزنًا بمعدل يفوق النساء خلال القرن الماضي، مما يعكس التقدم في الصحة والتغذية. هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة علمية رصينة استعرضت بيانات منظمة الصحة العالمية ومؤشر التنمية البشرية لعدة دول. الباحثون خلصوا إلى أن التطور الجسدي للرجال يتأثر بشكل أكبر بالظروف المعيشية مقارنة بالنساء، مما يجعل طول الرجال مؤشرًا مهمًا لتتبع التغيرات الصحية في المجتمعات.
وفقًا للأبحاث الحديثة، تم الكشف عن اتجاه ملحوظ في زيادة مقاسات الجسم بين الجنسين، حيث شهد الرجال معدلات نمو أعلى من النساء. الباحثون من إيطاليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة قاموا بتحليل البيانات المتعلقة بالطول والوزن لأكثر من 100 ألف فرد عبر 69 دولة. وقد أظهرت النتائج أن كل زيادة في مؤشر التنمية البشرية كانت مرتبطة بزيادة ملحوظة في الطول والوزن للرجال أكثر من النساء.
إحدى النظريات التي تفسر هذا الفارق تتعلق بالانتقاء الجنسي، حيث كان الرجال الأطول والأثقل يتمتعون بفرص أفضل للنجاح في التنافس على الشريك، وبالتالي نقل جيناتهم. بينما لم يكن الطول عاملاً حاسمًا في اختيار الرجال للنساء. هذا الاختلاف في التطور البدني يمكن أن يعزى أيضًا إلى حقيقة أن الرجال يحتاجون إلى المزيد من الطاقة لنموهم وتطورهم، مما يجعلهم أكثر حساسية للتأثيرات البيئية.
أشارت الدراسة أيضًا إلى أن الدول ذات الظروف المعيشية الأفضل شهدت تقاربًا في الطول بين الرجال والنساء مع الوقت. كما أن الفوارق في الطول داخل البلد الواحد كانت أصغر مع تحسن الظروف المعيشية. هذا يؤكد أن الرجال، الذين يحتاجون إلى وقت أطول وطاقة أكبر للنمو، يكونون أكثر عرضة للتأثيرات السلبية للبيئة القاسية.
يبدو أن هذه الدراسة تؤكد أن أي سمة بارزة في جنس واحد يمكن أن تكون أكثر تأثرًا بالبيئة الصعبة، مما يجعلها مؤشرًا مهمًا لتقييم صحة السكان. هذا البحث يوفر رؤى قيمة حول كيفية تأثير الظروف المعيشية والصحية على تطور الجسم البشري، خاصة فيما يتعلق بالاختلافات بين الرجال والنساء.