صحي
الفثالات: تأثيرها على الصحة العالمية وأسباب الوفيات المرتبطة بها
2025-05-02

كشفت دراسة حديثة أن المواد الكيميائية الصناعية، المعروفة باسم الفثالات، قد تكون لها علاقة بزيادة معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب لدى فئة معينة من السكان. ووفقًا للباحثين، فإن هذه المواد المنتشرة في العديد من المنتجات اليومية مثل حاويات الطعام والشامبو والعطور قد ساهمت بشكل كبير في زيادة العبء الصحي العالمي. يشير البحث إلى أهمية التوعية حول المخاطر الصحية لهذه المواد وتقليل استخدامها لتخفيف الآثار السلبية على الصحة العامة.

تركز هذه الدراسة التي أجراها علماء من جامعة نيويورك على مادة DEHP، وهي واحدة من الفثالات المستخدمة بشكل واسع في صناعة البلاستيك لجعله أكثر مرونة. أظهرت البيانات التي تم جمعها من استطلاعات سكانية أن هذه المادة قد تؤثر على مستويات هرمون التستوستيرون عند الرجال، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، تربط الأبحاث السابقة بين الفثالات ومشكلات صحية أخرى مثل السمنة والسرطان وانخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الذكور.

في هذا السياق، يقول الدكتور ليوناردو ترساندي، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، إن "الفثالات يمكن أن تسبب التهابات في الجسم، خاصة في الشرايين التاجية، مما يؤدي إلى تسريع تطور الأمراض المزمنة". يضيف أن انخفاض مستويات التستوستيرون عند الرجال يعتبر مؤشرًا مهمًا لخطر الإصابة بأمراض القلب، مما يجعل هذه المواد كيميائية خطيرة للغاية.

تشير الدراسة إلى أن التعرض لهذه المواد يحدث عبر مصادر متعددة مثل الأطعمة المعبأة في عبوات بلاستيكية، واستخدام بعض منتجات التنظيف والرعاية الشخصية. كما يتم اكتساب هذه المواد من خلال الهواء الملوث أو الملامسة المباشرة للمنتجات التي تحتوي عليها.

أفاد الباحثون أن التحليل الذي قاموا به يشمل بيانات من 200 دولة ومنطقة، وقد أظهر أن حوالي 368,764 حالة وفاة مرتبطة بأمراض القلب نجمت عن التعرض لـDEHP عام 2018. كانت إفريقيا الأكثر تضررًا بنسبة 30% من هذه الوفيات، بينما شكلت شرق آسيا والشرق الأوسط ما نسبته 25%.

تؤكد الباحثة سارة هايمان أن هذه الدراسة تعتبر الأولى من نوعها التي تقدم تقديرًا عالميًا للنتائج الصحية المرتبطة بالتعرض لـDEHP. وتشدد على أهمية تعزيز الجهود الدولية لتقليل استخدام هذه المواد الكيميائية الضارة.

للتقليل من هذه المخاطر، يقدم الخبراء مجموعة من النصائح العملية، مثل استخدام المنتجات الطبيعية بدلاً من تلك التي تحتوي على مواد كيميائية، واختيار العناصر الغذائية الطازجة والمجمدة بدلاً من المعالجة. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بغسل اليدين باستمرار لتجنب نقل المواد الكيميائية إلى الجسم عبر اللمس.

تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية إعادة النظر في السياسات المتعلقة باستخدام الفثالات في المنتجات الاستهلاكية. كما تدعو إلى تعزيز الوعي العام حول المخاطر الصحية لهذه المواد، مما يساهم في تحسين جودة الحياة وخفض معدلات الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

More Stories
see more