تشير التقارير الطبية إلى وجود مجموعة من الاضطرابات التي تصيب عضلة القلب وتؤدي إلى ضعف أدائها، مما يعيق قدرتها على ضخ الدم بشكل صحيح. يمكن أن يؤدي هذا الضعف إلى مشكلة قصور القلب، حيث تعاني المجموعة المصابة من صعوبات في التنفس والتعب المستمر. تتعدد أسباب هذه الحالة المرضية، وتشمل اعتلالات مختلفة لعضلة القلب مثل التوسعي، الضخامي، الإقفاري، المقيد، وكذلك النوع الخاص بالفترة المحيطة بالولادة. يتم التعامل مع هذه الحالات باستخدام أساليب علاجية متعددة تشمل الأدوية، التدخلات الجراحية، وحتى زرع القلب في الحالات الشديدة.
من بين الاعتلالات الأكثر شيوعًا التي تصيب عضلة القلب، يأتي "الاعتلال التوسعي"، الذي يتميز بتوسع حجرات القلب وضعفها. قد يحدث هذا النوع دون سبب واضح، لكنه غالبًا ما يرتبط بأمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري. في حالة "الاعتلال الضخامي"، يصبح القلب أكثر سماكة مما يجعل خروج الدم منه عملية شاقة. يُعتقد أن هذا النوع له علاقة بالوراثة ويظهر لدى بعض العائلات كحالة وراثية.
أما "الاعتلال الإقفاري"، فهو ناتج عن انقباض الشرايين التاجية التي تغذي القلب، مما يؤدي إلى رقة جدران عضلة القلب وعدم قدرتها على ضخ الدم بكفاءة. من جهة أخرى، هناك "الاعتلال المقيد"، حيث لا تستطيع حجرات القلب الامتلاء بالدم بسبب تصلب العضلات المحيطة بها. يُعزى ذلك غالبًا إلى أمراض مثل الداء النشواني أو حالات تندب غير معروفة السبب.
في سياق الحمل، هناك نوع خاص من اعتلال عضلة القلب يظهر خلال فترة الحمل أو بعد الولادة مباشرة. يُعتبر هذا النوع من الحالات خطيرًا لأنه يؤثر على صحة الأم والحامل معًا، وقد يتطلب رعاية طبية فورية.
تختلف استراتيجيات العلاج بناءً على نوع الاعتلال وشدة الحالة. تشمل الخيارات العلاجية استخدام أجهزة تنظيم ضربات القلب وأجهزة إزالة الرجفان الكهربائية للتعامل مع عدم انتظام ضربات القلب. كما قد تكون العمليات الجراحية مثل جراحة المجازة التاجية أو زرع مضخات قلبية ميكانيكية ضرورية لتحسين تدفق الدم. في الحالات الأكثر خطورة، قد يكون زرع القلب هو الحل النهائي.
توفر هذه الأساليب العلاجية مجموعة واسعة من الخيارات لكل مريض بناءً على حالته الصحية الفردية، مما يساعد في تحسين جودة الحياة وزيادة فرص الشفاء.