في تقرير مثير للاهتمام، استعرضت الأبحاث الحديثة العلاقة بين النظافة الشخصية وصحة الجلد. حيث يشير الخبراء إلى أن الاهتمام الزائد بالتنظيف قد يكون له آثار سلبية على التوازن الطبيعي للميكروبات التي تعيش على بشرتنا. من خلال تجربة فريدة استمرت لسنوات، قام الطبيب جيمس هامبلين بتقييم أثر تقليل الاستحمام على صحة الجلد وكشف نتائج مثيرة للجدل.
في مدينة دبي، الإمارات العربية المتحدة، أجرى الدكتور جيمس هامبلين، المتخصص في الطب الوقائي، تجربة مثيرة للجدل استمرت لخمس سنوات تقريبًا. خلال هذه الفترة، اختار هامبلين تقليل استخدام الصابون والمياه بشكل كبير، مستهدفًا فهم أفضل لكيفية تأثير هذه العادات على الميكروبيوم الجلدي. بدأت رحلته في عام 2015، وأسفرت عن كتابه "نظيف، علم البشرة الجديد"، الذي تم نشره في العام 2020.
خلال التجربة، لاحظ هامبلين أن الصابون يمكن أن يعطل التوازن الدقيق بين الزيوت الطبيعية التي يفرزها الجلد والميكروبات المفيدة التي تعيش عليه. كما اكتشف أن غسل الجسم بكامله يوميًا ليس ضروريًا دائمًا للحفاظ على الصحة، بل قد يكون أكثر تجميليًا وشخصيًا. هذا الاكتشاف أدى به إلى إعادة النظر في كيفية تعاملنا مع النظافة الشخصية وكيف يمكن أن تكون أكثر فائدة للجسم.
أشار هامبلين أيضًا إلى أن النظافة الحقيقية تتعلق بمنع انتقال الأمراض المعدية، مثل غسل اليدين بعد استخدام المرحاض أو تجنب السعال في اليدين قبل المصافحة. بينما يعتبر الاستحمام الشامل طقسًا شخصيًا يرتبط بالراحة النفسية والانتعاش.
كما تطرق هامبلين إلى تأثير التسويق والإعلانات على تصوراتنا حول ما هو ضروري في روتين العناية الشخصية. في كثير من الأحيان، يتم تقديم المنتجات باعتبارها ضرورية للصحة، رغم أن الاختلافات بينها قد تكون طفيفة من الناحية الكيميائية.
مع بدء الجائحة العالمية في عام 2020، شهد العالم تحولًا نحو التركيز على القضاء على الجراثيم، مما أدى إلى تراجع الاهتمام بالميكروبيوم الجلدي. ومع ذلك، يدعو هامبلين الآن إلى العودة إلى توازن أكثر صحة بين النظافة والعناية بالميكروبات المفيدة على الجلد.
من خلال هذه التجربة، يقدم هامبلين وجهة نظر جديدة حول كيفية تحقيق التوازن بين النظافة والعافية، مشددًا على أهمية فهم التفاعلات المعقدة بين الجلد والميكروبات التي تعيش عليه.
إن هذه الدراسة تفتح أبوابًا جديدة للتفكير في كيفية التعامل مع النظافة الشخصية بطريقة أكثر وعيًا وصحة. إن فهم العلاقات الدقيقة بين بشرتنا والعالم الخارجي يمكن أن يساعدنا في اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن عادات العناية بالجسم اليومية. ربما حان الوقت لنعيد النظر في ما يعنيه كوننا "نظيفين" حقًا وما هي الفوائد الحقيقية لذلك.