هل تبحث عن طريقة فعالة لتقوية قلبك؟ إليك الحل: المشي بسرعة قد يكون السلاح الأقوى ضد اضطرابات النظم القلبية.
أظهرت الدراسات الحديثة أن المشي بوتيرة معتدلة إلى سريعة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة باضطرابات النظم القلبية بنسبة كبيرة. حيث تشير البيانات إلى أن الأشخاص الذين يمارسون هذه العادة هم أقل عرضة للإصابة بأمراض مثل الرجفان الأذيني وبطء القلب واضطرابات نظم البطينين.
على سبيل المثال، وجدت دراسة شاملة شملت أكثر من 420,000 شخص أن المشي لمدة تتراوح بين 5 إلى 15 دقيقة يوميًا بوتيرة متوسطة كان كافيًا لتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بهذه الاضطرابات. كما أوضحت البيانات أن التأثير الأكبر كان على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا والنساء اللواتي يعتبرن أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
يعتبر الرجفان الأذيني من أكثر أنواع اضطرابات النظم شيوعًا، وهو يتسم بضربات قلب غير منتظمة وسريعة تبدأ في الأذينين. وقد أكدت الدراسات أن هذا النوع من الاضطرابات يمكن الوقاية منه من خلال تبني نمط حياة صحي يشمل ممارسة المشي السريع بشكل منتظم.
وفقًا للأرقام العالمية، هناك حوالي 60 مليون شخص حول العالم يعانون من الرجفان الأذيني، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية. ومع ذلك، فإن تبني عادات صحية مثل المشي قد يساعد في تقليل هذه المخاطر بشكل كبير.
أشارت الدراسة إلى أن النساء قد يستفيدن بشكل أكبر من المشي السريع مقارنةً بالرجال، رغم أنهن أقل عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني. وبينما يركز البحث على الفوائد العامة للنشاط البدني، إلا أن النساء قد يجدن في هذه الرياضة وسيلة فعالة لتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الأخرى.
تقول الدكتورة مارثا جولاتي، اختصاصية القلب ومديرة طب القلب الوقائي: "هذا يظهر أن إحدى استراتيجيات الوقاية الأولية لتقليل اضطرابات النظم القلبية تتمثل في المشي السريع". وأكدت أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تكون فعالة خاصة لدى النساء اللواتي يعتبرن أكثر عرضة للإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
على الرغم من أهمية هذه الدراسة، إلا أن هناك تحديات يجب أخذها في الاعتبار. إذ أن البيانات المستخلصة من الدراسات الملاحظة قد تكون عرضة للتذكر غير الدقيق أو التحيزات. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الحالات مثل بطء القلب واضطرابات نظم البطينين قد تكون لها أسباب متعددة وغير مرتبطة مباشرة بالنشاط البدني.
ومع ذلك، فإن الفوائد العامة للمشي السريع لا تزال واضحة. فقد وجد الباحثون أن أكثر من ثلث التأثير المفيد لزيادة السرعة في المشي ارتبط بخفض الكوليسترول، والغلوكوز، وضغط الدم، وخسارة الوزن، مما يعزز الصحة العامة ويقلل من مخاطر الإصابة بالاضطرابات القلبية.