صحي
فوائد النظام الغذائي المتوسطي في تقليل مخاطر السرطان
2025-02-28

أظهرت دراسة حديثة أن اتباع نظام البحر الأبيض المتوسط ​​الغذائي يساعد في خفض مخاطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان، بما في ذلك سرطان البروستاتا وسرطان القولون والمستقيم. هذه الدراسة التي شملت أكثر من 450 ألف شخص أشارت إلى أن هذا النوع من النظام الغذائي يمكن أن يقلل من خطر الوفاة الناجمة عن السرطان بنسبة تصل إلى 17٪ لدى النساء. كما أكدت الدراسة على أهمية الحمية المتوسطية في تعزيز الصحة العامة وتقليل معدلات السمنة، وهي عامل رئيسي في زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان.

تشير النتائج الملفتة للنظر إلى أن اتباع نظام غذائي متوسطي يمكن أن يحقق فوائد صحية كبيرة بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم أو توزيع الدهون. العالمة ما بعد الدكتوراه إنماكولادا أغيليرا-بوينوسفينوس من جامعة نافارا في إسبانيا، والتي قادت البحث، عبرت عن دهشتها من كيفية تأثير هذا النظام الغذائي على تقليل مخاطر السرطان المرتبطة بالسمنة. وفقًا لأغيليرا، قد تكون الآليات الأخرى مثل تقليل الالتهابات وتحسين الصحة الأيضية هي المسؤولة عن هذه الفوائد الوقائية.

يتميز النظام الغذائي المتوسطي بتركيزه على الأطعمة النباتية البسيطة، حيث يتم التركيز على الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والفاصولياء والبذور، مع القليل من المكسرات وزيت الزيتون البكر. هذه العناصر الغذائية الغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات تسهم في تعزيز الشعور بالشبع ودعم صحة الجهاز الهضمي. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي النباتات على مضادات أكسدة ومغذيات نباتية تساعد في تقليل الالتهابات في الجسم، مما يعزز من المناعة ويحمي من الأمراض المزمنة.

يشدد الخبراء على أن الأنظمة الغذائية النباتية مثل تلك الموجودة في النظام المتوسطي تساهم بشكل كبير في تعزيز صحة الكوكب والبشر على حد سواء. يُستخدم اللحم الأحمر بشكل معتدل فقط لإضفاء نكهة على الأطباق، بينما يتم تشجيع استهلاك الأسماك الزيتية الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية. يُفضل تناول البيض ومنتجات الألبان والدواجن بكميات أقل بكثير مقارنة بالنظام الغذائي الغربي التقليدي.

توضح الدراسة أن الأطعمة فائقة المعالجة الشائعة في النظام الغذائي الغربي قد تحتوي على مواد كيميائية ومواد مضافة يمكن أن تتسبب في أضرار تأكسدية تؤدي إلى السرطان. من هنا، فإن تبني نظام غذائي متوسطي يمكن أن يكون له تأثير وقائي أكبر خاصة للمدخنين الذين يتعرضون لخطر أعلى من غير المدخنين. ورغم أن الدراسة لم تجد علاقة بين النظام المتوسطي وخفض مخاطر الإصابة بالسرطان الهرموني، إلا أنها أكدت على أهمية هذا النظام في تقليل مخاطر السرطان المرتبط بالسمنة.

إن التحول إلى نظام غذائي متوسطي يمكن أن يبدأ بخطوات صغيرة وبسيطة، مثل تضمين التوت الأزرق في وجبة الإفطار، وتناول حفنة من المكسرات كوجبة خفيفة، أو تناول السلطة مع الغداء. الهدف هو بناء نظام غذائي ثابت يمكن الاستمرار فيه على المدى الطويل، والذي يعزز الصحة ويحمي من أمراض السرطان وغيرها من الأمراض المزمنة.

More Stories
see more