تُروى قصة الحب المدهشة لزوجين من علماء النفس، اللذين تعرفا في ستينيات القرن الماضي وأصبحا شريكين في الحياة والعمل. بعد 50 عامًا على زواجهما، يشاركان أسرار الحفاظ على علاقتهما المفعمة بالحب والتفاهم. بدءًا من اللقاء الأول وحتى اليوم، قاما بدراسة العلاقات العاطفية وتطبيق نتائج بحوثهما على حياتهما الشخصية.

لقاء القدر: بداية قصة حب غير عادية

عندما التقيا لأول مرة في جامعة كاليفورنيا ببيركلي، كان كلٌ من إيلين وآرثر طالبين في مجال علم النفس الاجتماعي. رغم اختلاف مسارات دراستهما، ارتبطا سريعاً بعلاقة عاطفية قوية. بدأت القصة عندما توقف آرثر لإيلين بعد آخر محاضرة له، معلنًا مشاعره تجاهها. منذ تلك اللحظة، تحولت حياتهما بشكل جذري، حيث أصبحا لا يفترقان.

تطورت علاقتهما بسرعة، فبدآ يخرجان معًا باستمرار، ثم انتقلا للعيش معا في غضون أشهر قليلة. قررا الهجرة إلى كندا لمواصلة دراساتهما العليا وتجنب التجنيد العسكري. على الرغم من الروح المتمردة التي كانت تسود في ذلك الوقت، لم يكونا يرغبان في الزواج حتى جاء ابنهما البالغ من العمر أربع سنوات ليثير الموضوع. بعد سبع سنوات من العيش معًا، تزوجا أخيرًا في منتصف السبعينيات، مما أضاف بُعدًا جديدًا لعلاقتهما.

أسرار الحفاظ على الحب: دروس من خبراء العلاقات

بعد أكثر من نصف قرن على لقائهما الأول، يشاركان العديد من النصائح حول كيفية الحفاظ على الحب والعلاقات الزوجية. يؤكدان على أهمية الاستماع الجيد وتقدير الشريك، بالإضافة إلى عدم الخجل من طلب المساعدة عند الحاجة. كما يتحدثان عن دور البحث العلمي في تطوير علاقتهما وفهم أفضل للشريك الآخر.

يركزان على ضرورة اتباع قواعد واضحة أثناء المناقشات الصعبة، مثل السماح لكل طرف بالتعبير عن وجهة نظره دون مقاطعة، مما يساعد على فهم مشاعر الآخر بشكل أفضل. كما يشيران إلى أهمية الانفتاح على تجارب جديدة معا، سواء كانت رحلات في الطبيعة أو المشاركة في أنشطة بحثية مشتركة. يشيران أيضًا إلى أن وجود أصدقاء مقربين يمكن أن يساهم في تعزيز العلاقة بين الزوجين وتوسيع آفاقهما المشتركة.