تشهد الصين ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالأمراض التنفسية، مما أثار قلق المجتمع الدولي. الفيروس الرئوي البشري المعروف بـ "HMPV" هو أحد الأسباب الرئيسية لهذا الارتفاع. هذا الفيروس يتسبب في أمراض تنفسية علوية وسفلى لدى جميع الأعمار، وعادة ما ينتشر في فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. على الرغم من زيادة عدد الحالات، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن المستويات الحالية ضمن المعدل الطبيعي لفصل الشتاء.
في الأيام الأخيرة من فصل الشتاء البارد، شهدت الصين زيادة في حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك الفيروس الرئوي البشري "HMPV". هذا الفيروس، الذي تم تحديده لأول مرة عام 2001، ليس جديدًا ولكنه يصبح أكثر شيوعًا في هذه الفترة من السنة. البيانات الصادرة عن المراكز الصينية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها تشير إلى زيادة في عدد الحالات خلال الأسابيع القليلة الماضية. ومع ذلك، أكدت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارجريت هاريس، أن مستويات الإصابة لا تزال ضمن النطاق الطبيعي لفصل الشتاء، وأن استخدام المستشفيات في الصين أقل مما كان عليه في نفس الوقت من العام الماضي.
يشمل هذا الفيروس مجموعة من الأعراض مثل السعال، الحمى، احتقان الأنف، وضيق التنفس. يمكن أن يصاب معظم الأشخاص بالفيروس قبل سن الخامسة ويمكن أن يعود مرة أخرى طوال الحياة. ينتقل الفيروس عبر قطرات السعال والعطس والتلامس الجسدي أو الأسطح الملوثة. توصي الخبراء باتخاذ إجراءات بسيطة للوقاية من انتشار الفيروس، مثل البقاء في المنزل عند الشعور بالأعراض، ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، وتحسين التهوية.
تعرض بعض الفئات، مثل الأطفال حديثي الولادة وكبار السن وأولئك الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، لخطر أكبر للإصابة بأعراض حادة. لا يوجد لقاح محدد للفيروس، ولكن يمكن التعامل مع الأعراض من خلال الراحة في المنزل والحفاظ على ترطيب الجسم واستخدام بعض الأدوية المتاحة دون وصفة طبية.
من وجهة نظر صحافية، يُظهر هذا الوضع أهمية استمرار المراقبة الصحية الدقيقة للأمراض التنفسية الموسمية، خاصة في ظل وجود العديد من الفيروسات التي يمكن أن تتسبب في أعراض متشابهة. كما يسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز التوعية العامة حول الإجراءات الوقائية البسيطة التي يمكن أن تحد من انتشار هذه الفيروسات، مما يساهم في الحفاظ على صحة المجتمع بشكل عام.