في إطار استرجاع ذكريات فترة عمله في القطب الشمالي، يروي العالم روبرت وايس تجربته الفريدة داخل معسكر سينشري، وهو موقع بحثي نائي تم إنشاؤه في غرينلاند خلال الستينيات. كان هذا المكان جزءًا من مشاريع علمية ظاهرها البحث الجيولوجي، لكنه أخفى وراء ستاره هدفًا أكثر تعقيدًا وأهمية. بعد سنوات طويلة، كشف وايس النقاب عن الجانب السري للمعسكر وما ارتبط به من أسرار استراتيجية كانت محاطة بالغموض.
خلال فترة وجوده في القطب الشمالي، عاش روبرت وايس في ظروف صعبة ضمن معسكر سينشري الذي لم يكن مجرد مركز للبحث العلمي كما بدا للوهلة الأولى. فقد تم تصميم هذا الموقع ليكون جزءًا من مشروع أوسع نطاقًا يتعلق بالحرب الباردة، حيث كانت الدول الكبرى تسابق الزمن لتعزيز مواقعها الاستراتيجية. ومع مرور الوقت، بدأ وايس يدرك أن المعسكر قد أُنشئ لأغراض أخرى غير ما كان معروفًا بشكل رسمي.
وفقًا لما ذكره وايس، فإن الغرض الحقيقي من معسكر سينشري كان يتمثل في دراسة تقنيات تخزين الأسلحة النووية تحت الجليد، وهي فكرة طموحة وغير مسبوقة في ذلك الوقت. وقد استغرقت هذه الدراسات سنوات طويلة، حيث كانت التحديات كبيرة بسبب الطبيعة القاسية للمنطقة والصعوبات اللوجستية المرتبطة بها. ومع ذلك، أثبت الفريق البحثي والميداني الموجود هناك قدرته على التكيف مع الظروف الصعبة لتحقيق أهداف المشروع.
بعد انتهاء فترة الخدمة في المعسكر، ظل وايس مهتمًا بتلك التجربة وبدأ يجمع المعلومات التي تساعده على فهم الجانب المخفي منها. وفي النهاية، تمكن من الكشف عن الغرض الحقيقي للمعسكر، مما أضاف فصلًا جديدًا إلى تاريخ الحرب الباردة وكيفية استخدام البيئة القطبية لتحقيق أغراض استراتيجية.
تجربة روبرت وايس في معسكر سينشري تسلط الضوء على الدور الذي لعبته المشاريع السرية في تلك الحقبة التاريخية. لقد كانت هذه الفترة مليئة بالمفاجآت والاكتشافات التي لا تزال آثارها موجودة حتى اليوم، مما يجعل من القطب الشمالي مكانًا مليئًا بالأسرار التي تنتظر الكشف المستمر.