يقدم الاكتشاف الحديث لحفريات ديناصور جديد في صحراء غوبي بمنغوليا نظرة فريدة على تطور المخلوقات القديمة. هذا الكائن، الذي تم تسميته علميًا باسم Duonychus tsogtbaatari، يتميز بمخلب غير عادي يتكون من إصبعين فقط. وفقًا للباحثين، فإن الغلاف القرني لهذا المخلب لا يزال سليمًا، مما يوفر رؤى جديدة حول كيفية استخدام هذه الحيوانات لمخالبها. الباحثة الكندية دارلا زيلينيتسكي، المشاركة في الدراسة التي نُشرت في مجلة "iScience"، أكدت أن هذا المخلب يصل إلى حجم قدم الإنسان تقريبًا، وهو الأكبر من نوعه الذي تم العثور عليه حتى الآن.
يمثل هذا الديناصور جزءًا من مجموعة غريبة تعرف باسم التريزينوصورات، وهي فرع من وحشيات الأرجل التي تشمل أيضًا التيرانوصور ريكس. ومع ذلك، فإن التريزينوصورات كانت تعتمد على نظام غذائي متنوع يجمع بين النباتات واللحوم. يبلغ طول هذا النوع حوالي ثلاثة أمتار ويزن ما يقارب 260 كيلوجرامًا. من المحتمل أنه استخدم مخالبه المنحنية للحصول على النباتات وحمل أغصان كبيرة يصل قطرها إلى عشرة سنتيمترات. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على أجزاء متعددة من الهيكل العظمي للمخلوق، بما في ذلك العمود الفقري والذراعين والساقين، مما يساعد العلماء على فهم المزيد عن بنائه الجسدي واستخداماته المختلفة.
يُعتبر هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم العلاقة بين الكيراتين والعظام الموجودة تحته. عالم الحفريات البريطاني ديفيد هون أشار إلى أن الحفاظ على الغلاف الكيراتيني الكامل أمر نادر للغاية، مما يجعل هذا الاكتشاف فريدًا من نوعه. يمكن مقارنة مخالب هذا الديناصور بأدوات الشواء بسبب شكلها الكبير والمميزة، حيث يبدو أنها كانت تستخدم لأغراض مختلفة مثل الدفاع أو التعامل مع النباتات. هذا الاكتشاف يبرز أهمية الدراسات المستمرة في مجال الحفريات لإثراء فهمنا لتاريخ الحياة على الأرض، ويعزز من قيمة التعاون الدولي لتحقيق اكتشافات علمية مذهلة.