صحي
اكتشاف سحابة جزيئية جديدة تفتح آفاقًا لفهم تكوين النجوم
2025-04-30

في تطور مذهل للعلم الفلكي، تم اكتشاف سحابة جزيئية ضخمة قريبة من الأرض تحمل اسم "إيوس"، تتيح فرصة نادرة لدراسة كيفية تشكل الأنظمة الشمسية. هذه السحابة، التي تفتقر إلى البصمات الكيميائية التقليدية مثل أول أكسيد الكربون، رُصدت باستخدام تقنيات متقدمة تعتمد على انبعاثات الهيدروجين الجزيئي في الأشعة فوق البنفسجية البعيدة. يوفر هذا الاكتشاف الجديد نافذة غير مسبوقة على العمليات الكونية التي تؤدي إلى ولادة النجوم والكواكب.

اكتشف علماء الفلك سحابة "إيوس" ضمن دراسة نُشرت حديثًا في مجلة "Nature Astronomy"، حيث كشفت البيانات أن هذه السحابة تقع على بعد 300 سنة ضوئية فقط من الأرض، مما يجعلها أقرب سحابة جزيئية معروفة حتى الآن. وفقًا للباحثين، فإن عرض السحابة يعادل حوالي 40 قمرًا كاملًا، بينما تزن ما يقارب 3,400 مرة كتلة الشمس. وعلى الرغم من ضخامته، ظلت هذه السحابة غير مرئية لفترة طويلة بسبب نقص أول أكسيد الكربون فيها، وهو العنصر الذي غالبًا ما يستخدمه العلماء لرصد السحب الجزيئية.

اعتمد الفريق البحثي بقيادة بليكسلي بوركهارت من جامعة "روتجرز" على بيانات جُمعت بواسطة أداة فضائية تُدعى "FIMS-SPEAR"، والتي كانت مثبتة على القمر الصناعي الكوري "STSAT-1". استخدم الباحثون تقنية جديدة تركز على انبعاثات الهيدروجين الجزيئي في الأشعة فوق البنفسجية البعيدة، مما سمح لهم بالكشف عن السحابة الغازية المخفية. أوضحت بوركهارت أن هذا الاكتشاف يعد الأول من نوعه، حيث لم يتمكن العلماء سابقًا من استخدام هذه الطريقة المباشرة لرصد السحب الجزيئية.

تشير الدراسات إلى أن السحب الجزيئية مثل "إيوس" تحتوي على غاز وأتربة يمكن أن تتجمع وتنهار لتكوين نجوم وكواكب جديدة. ومع ذلك، فإن الاختلاف الرئيسي بين "إيوس" والسحب الأخرى هو قربها الشديد من الأرض، مما يمنح العلماء فرصة فريدة لتحليل العمليات الفيزيائية المعقدة التي تحدث داخلها. كما يساعد هذا القرب في تقديم صورة أكثر دقة حول كيفية تحول المادة الكونية إلى أنظمة شمسية كاملة.

أعربت ميليسا ماكلور، الأستاذة المساعدة في جامعة "لايدن"، عن دهشتها لهذا الاكتشاف، مشيرة إلى أنه كان من المفترض أن يكون أي شيء بهذا الحجم واضحًا للعلماء منذ زمن طويل. ومع ذلك، فإن افتقار "إيوس" إلى بصمات أول أكسيد الكربون المميزة جعلها تظل خفية حتى الآن. تشير هذه الملاحظة إلى الحاجة لإعادة النظر في أساليب البحث التقليدية واستخدام تقنيات جديدة لاستكشاف السماء بشكل أعمق.

يقدم هذا الاكتشاف إمكانات هائلة لفهم أفضل لكيفية عمل الكون. باستخدام "إيوس" كنموذج مباشر، يمكن للعلماء الآن دراسة التفاعلات الديناميكية التي تحدث أثناء تشكل النجوم والكواكب. هذه الفرصة الجديدة تفتح أبوابًا واسعة أمام تقدم العلم الفلكي وتعزز من فهمنا للمراحل الأولى لحياة النجوم والمجرات.

More Stories
see more