كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Neurology" عن وجود ارتباط وثيق بين متلازمة الأيض والإصابة بالخرف في سن مبكرة. يشير البحث إلى أن الحالات الصحية المرتبطة بمتلازمة الأيض مثل السمنة، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات السكر قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 24%. الباحثون أكدوا على أهمية إدارة الصحة الأيضية باكرًا للوقاية المحتملة من الخرف.
تحليل الدراسة الذي شمل حوالي 2 مليون شخص أظهر أن كل مكون من مكونات متلازمة الأيض يمكن أن يؤثر بشكل فردي على صحة الدماغ. كما لفتت النتائج إلى أن العوامل المرتبطة بنمط الحياة يمكن أن تكون ذات تأثير كبير على تقليل هذا الخطر.
تشير البيانات إلى أن متلازمة الأيض ليست مجرد مجموعة من الأمراض المزمنة، بل لها علاقة مباشرة بالتدهور المعرفي مع مرور الوقت. الأشخاص الذين يعانون من ثلاثة أو أكثر من علامات متلازمة الأيض هم الأكثر عرضة للإصابة بالخرف في وقت مبكر من حياتهم. هذه الحالة تشمل زيادة محيط الخصر، ارتفاع ضغط الدم، مستويات غير طبيعية من الكوليسترول والدهون الثلاثية.
يمكن لمتلازمة الأيض أن تؤدي إلى التهابات داخل الجسم، مما يؤدي إلى تسريع عمليات الشيخوخة العصبية. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضعف عمل الأوعية الدموية الناتج عن هذه المتلازمة قد يؤثر سلبًا على قدرة الدماغ على استقبال ما يكفي من الأكسجين والطاقة اللازمة لأداء وظائفه. نتيجة لذلك، تصبح العمليات الإدراكية أكثر عرضة للتدهور، مما يعزز احتمالية الإصابة بالخرف المبكر.
يؤكد الخبراء أن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يكون له دور محوري في تقليل مخاطر الإصابة بالخرف المبكر. يشمل ذلك اتباع نظام غذائي متوازن، ممارسة النشاط البدني بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأفراد مراقبة مستويات ضغط الدم، السكر، والكوليسترول بشكل دوري لتقييم حالاتهم الصحية.
بالإضافة إلى التغييرات السلوكية، قد يكون من الضروري استخدام العلاج الطبي كجزء من استراتيجية شاملة للتحكم في متلازمة الأيض. الأدوية التي تساعد على تنظيم مستويات السكر، ضغط الدم، ومقاومة الإنسولين قد تكون ضرورية لتحقيق نتائج أفضل. كما أن التعامل مع التوتر بشكل صحيح عبر تقنيات الاسترخاء قد يعزز من قدرة الشخص على إدارة حالته الصحية العامة. بهذا الشكل، يمكن الجمع بين التدخلات الطبية وتغييرات نمط الحياة لتحقيق نتائج طويلة الأمد في الوقاية من الخرف المبكر.