صحي
الأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بزيادة خطر الوفيات المبكرة عالميًا
2025-04-29

كشفت أبحاث حديثة أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، حيث يزيد من احتمالية الوفاة المبكرة بشكل ملحوظ. وفقًا لدراسة شاملة شملت أكثر من 240,000 شخص، فإن زيادة نسبة هذه الأطعمة في النظام الغذائي بنسبة 10% تؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات المبكرة بنسبة 3%. وتسلط الدراسة الضوء على التأثير السلبي لهذه المنتجات على صحة الإنسان، مع التركيز على الفئات العمرية بين 30 و69 عامًا. وعلى الرغم من وجود انتقادات حول دقة النتائج، إلا أن العديد من الخبراء يؤكدون على ضرورة إعادة النظر في العادات الغذائية لتقليل الاستهلاك.

وفقًا للباحث كارلوس أوغوستو مونتيرو، الذي طور نظام تصنيف الأطعمة "NOVA"، فإن الأطعمة فائقة المعالجة تمثل مجموعة خاصة من المنتجات التي تحتوي على مكونات رخيصة ومعالجة كيميائيًا، مما يجعلها غير صحية تمامًا. وقد قسم هذا النظام الأطعمة إلى أربع مجموعات: الأولى تشمل المنتجات الطبيعية أو القليلة المعالجة مثل الفاكهة والخضروات؛ الثانية تضم مكونات الطهي مثل الملح والتوابل؛ الثالثة تتكون من الأطعمة المصنعة التقليدية مثل المعلبات؛ وأخيرًا الرابعة وهي الأطعمة فائقة المعالجة التي لا تحتوي غالبًا على أي مكونات غذائية طبيعية.

على الجانب الآخر، ترى سارة غالو، نائب الرئيس التنفيذي لسياسة المنتجات في جمعية العلامات التجارية الاستهلاكية، أن هذه الدراسة قد تكون مضللة، حيث يمكن أن تؤدي إلى بلبلة المستهلكين بشأن أهمية الأطعمة السهلة الاستخدام والميسورة التكلفة. وأشارت إلى أن الحد من استهلاك هذه المنتجات قد يؤدي إلى انخفاض جودة الحياة الغذائية وزيادة الأمراض المرتبطة بالغذاء.

تشير البيانات إلى أن حتى زيادة بسيطة في استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، مثل إضافة حصة واحدة يوميًا، قد ترفع بشكل ملحوظ خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة واضطرابات النوم والاكتئاب. كما أن هذه الأطعمة مرتبطة بتدهور المعرفة وارتفاع خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطانات. ومن المثير للقلق أن ما يصل إلى 70% من الإمدادات الغذائية في الولايات المتحدة يتكون من هذه المنتجات، بينما يستهلك الأطفال فيها حوالي ثلثي السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة.

في تحليل عالمي للوفيات القابلة للوقاية، قدر الباحثون أن تقليل استهلاك هذه الأطعمة يمكن أن يمنع آلاف الوفيات سنويًا، خاصة في الدول ذات الاستهلاك العالي مثل الولايات المتحدة. ومع ذلك، أشارت بعض المصادر إلى أن تحقيق هذا السيناريو قد يكون مستحيلاً بسبب تعقيد الأنماط الغذائية الحديثة.

بالنظر إلى هذه الحقائق، يصبح من الواضح أن هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في الخيارات الغذائية وتشجيع الاستهلاك المتوازن للأطعمة الطبيعية. يجب على الحكومات والمؤسسات الصحية العمل معًا لتعزيز الوعي العام حول أهمية الغذاء الصحي ودعم سياسات تساهم في تقليل استهلاك الأطعمة الضارة. بهذه الطريقة، يمكن تحقيق تحسن كبير في جودة الحياة وخفض معدلات الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.

More Stories
see more