كشفت دراسة حديثة عن وجود احتياطيات ضخمة من الهيدروجين الأبيض داخل تضاريس جبلية متعددة، مما يعزز الآمال في استخدام هذا الغاز كمصدر بديل للوقود الأحفوري. يُعتبر الهيدروجين الأبيض ذو أهمية كبيرة في سياق الجهود المبذولة لمواجهة التغيرات المناخية والبحث عن حلول طاقوية مستدامة. هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة علمية مرموقة أظهرت أن سلاسل جبال معينة توفر ظروفًا مثلى لتكون نقاط رئيسية لإنتاج هذا النوع من الهيدروجين.

الهيدروجين الأبيض: وقود المستقبل المحتمل

أثار هذا الغاز اهتمام الباحثين بسبب قدرته على إنتاج الطاقة دون إصدار غازات الدفيئة. يمكن استخدامه كبديل فعال للوقود التقليدي في القطاعات ذات الاستهلاك العالي للطاقة مثل الصناعات الثقيلة والنقل. ومع ذلك، فإن تحدي استخراج الكميات الكبيرة منه كان العائق الرئيسي أمام تبنيه على نطاق واسع.

منذ اكتشاف أولى آثار الهيدروجين الأبيض في ثمانينيات القرن الماضي، شهد هذا المجال تطورات هامة. بدءًا من الحادث العرضي الذي كشف عن وجوده في بئر ماء بمالي، حتى الوصول إلى استخدام النماذج الحاسوبية المتقدمة لتحديد المناطق الأكثر إمكانية لتواجد هذه المادة الثمينة. يشير الخبراء إلى أن عملية "السربنتين" التي تحدث بين المياه والصخور الحديدية قد تكون السر وراء تكوين الهيدروجين الأبيض بشكل طبيعي.

تحديات واستكشافات في مجال الهيدروجين الأبيض

رغم الإيجابيات الكبيرة لهذا الاكتشاف، لا تزال هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها قبل أن يصبح الهيدروجين الأبيض خيارًا عمليًا للطاقة. يتضمن ذلك الحاجة إلى تطوير تقنيات استخراج فعالة وكيفية بناء البنية التحتية اللازمة لنقل وتوزيع هذا الوقود الجديد.

يركز العلماء حاليًا على تحديد المناطق الجغرافية التي تتمتع بالظروف الملائمة لتكوين الهيدروجين الأبيض بكثافة عالية. كما يتم بحث إمكانية تعزيز العملية الطبيعية بواسطة الوسائل الاصطناعية، مثل ضخ المياه في المناطق القريبة من الصخور المناسبة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التحدي الكبير يكمن في العثور على مخازن طبيعية تحت الأرض قادرة على حبس كميات كبيرة من هذا الغاز. بدأت بعض الدول بالفعل في رحلة البحث والاستكشاف الأولي لهذه المواقع الواعدة، مما يفتح الباب أمام فرص استثمارية هائلة في مجال الطاقة النظيفة.