أعلن علماء آثار عن اكتشاف مذهل في جنوب ويلز، حيث تم العثور على عشرات الهياكل العظمية التي توفر رؤى قيمة عن فترة غامضة من التاريخ البشري. هذه البقايا تعود إلى النساء بشكل أساسي، وتقدم أدلة حول طبيعة الحياة اليومية والظروف الاجتماعية خلال العصور الوسطى المبكرة بين القرنين الخامس والسادس الميلادي. كما كشفت الدراسات عن وجود تباين اجتماعي وأدلة على التواصل الثقافي مع أوروبا القارية.
البحث مستمر لفهم المزيد عن المجتمع الذي عاش في ذلك الوقت، بما في ذلك التحقيقات الجينية وتحليل السلع المستوردة التي تم اكتشافها. بعد الانتهاء من الدراسة الشاملة، سيتم إعادة دفن البقايا في الموقع الأصلي ليصبح متاحًا للزوار لاستكشاف تاريخ المنطقة الغني.
تشير النتائج الأولية لهذه الاكتشافات إلى أن النساء اللواتي عشن في تلك الفترة قد تعرضن لظروف عمل شاقة، مما أثر على صحتهن الجسدية. تشير الإصابات والعظام المشوهة إلى أمراض تنكسية والتهابات مفاصل نتيجة العمل المتواصل في الزراعة. هذا يعكس مدى قسوة الحياة اليومية التي كانت سائدة في تلك الحقبة.
مع استمرار أعمال الحفر، تم الكشف عن 41 هيكلاً عظمياً حتى الآن، معظمها للنساء اللواتي عشن بين عامي 500 و600 ميلادي. هذه الهياكل تظهر بوضوح آثار إصابات مثل الكسور الملتئمة والتهابات المفاصل، ما يدل على نمط حياة مليء بالجهد البدني. رغم قرب المقبرة من البحر، يبدو أن هؤلاء النساء لم يتناولن الأسماك، مما يثير تساؤلات حول نظامهن الغذائي أو ربما قيود ثقافية خاصة بهن. ومع ذلك، فإن هذه البقايا تفتح نافذة جديدة نحو فهم أفضل للحياة اليومية في تلك الفترة التاريخية.
بالإضافة إلى دراسة الحياة اليومية للمجتمع المحلي، كشفت الاكتشافات عن وجود تواصل ثقافي مع أوروبا القارية. تم العثور على شظايا زجاجية دقيقة تشير إلى استيراد سلع من جنوب غرب فرنسا، مما يعكس مستوى التفاعل التجاري والثقافي في تلك الفترة. كما أظهرت بعض البقايا دلائل على مكانة اجتماعية مرموقة، مما يشير إلى وجود تباين اجتماعي داخل المجتمع نفسه.
على الرغم من أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء لم تكن كبيرة جداً، إلا أن هناك مؤشرات على وجود تفاوت بين الأفراد فيما يتعلق بنمط حياتهم ومستوى راحتهم. فقد عُثر على مواد فاخرة مثل الأواني الزجاجية، بينما تعاني الهياكل العظمية من مشاكل صحية واضحة. يوضح هذا التناقض كيف كان الجميع، بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية، متورطين في الأعمال الزراعية اليومية. بالإضافة إلى ذلك، تقوم فرق البحث حالياً بجمع عينات الحمض النووي لتحليلها، مما سيوفر رؤى أعمق حول أصول هؤلاء الأشخاص ومدى تنقلهم بين المناطق المختلفة. بعد الانتهاء من الدراسات، سيتم إعادة دفن البقايا في موقعها الأصلي وتحويله إلى وجهة سياحية لتثقيف الجمهور حول هذا الجانب المثير من التاريخ.