صحي
الغطاء القمري: سر بقاء بومة الحظائر البيضاء
2025-01-03

كشفت دراسة حديثة أن الريش الأبيض لبومة الحظائر ليس عائقًا في الصيد، بل هو استراتيجية متطورة تمكن الطائر من الاندماج مع ضوء القمر ليلاً. الباحثون اكتشفوا أن الجانب السفلي الأبيض للبومة يعكس الضوء بفعالية تجعلها تندمج في سماء الليل، مما يصعّب على الفرائس رصد حركاتها. هذه الخصوصية تعزز قدرتها على المباغتة والاقتراب من فريستها دون أن يتم كشفها.

استراتيجية التمويه الليلي

البحث الجديد أظهر أن الريش الأبيض لبومة الحظائر يلعب دورًا حاسمًا في عملية الصيد. هذا اللون الناصع يساعد الطائر على الاندماج بشكل أفضل مع البيئة المحيطة به ليلاً، حيث يقلل من فرص رصده من قبل الفرائس.

وفقًا للدراسة، التي نُشرت في مجلة PNAS، فإن الريش العاكس للبومة يحاكي ضوء القمر بشكل فعّال، مما يجعل ظل الطائر يتلاشى في سماء الليل. هذا التأثير يسمح لها بالاقتراب من فريستها حتى مسافات قريبة جدًا دون أن يتم رصدها. الباحثون وجدوا أن التباين بين الجانب السفلي الأبيض للبومة والأجزاء المضيئة من السماء يقع تحت حد الكشف البصري للفرائس، مما يعزز من عنصر المفاجأة لدى البومة أثناء الصيد.

النظريات المتضاربة حول فعالية الريش الأبيض

على الرغم من الاكتشافات الجديدة، لا يزال هناك نقاش علمي حول كيفية عمل الريش الأبيض لبومة الحظائر. بعض الخبراء يعتقدون أن اللون الأبيض يفاجئ الفرائس ويشل حركتها، بينما يرى آخرون أنه يساهم في التمويه.

الباحث ألكسندر رولين، من جامعة لوزان، عبر عن عدم اقتناعه الكامل بالتفسير الجديد، مشيرًا إلى أن الفرضيتين قد تكونان مكملتين لبعضهما البعض. فهو يعتقد أن الريش الأبيض قد يساعد على التمويه عند المسافات الطويلة، بينما يمكن أن يجعل البومة أكثر وضوحًا عند المسافات القريبة. كما أشار إلى أن سلوك الفئران تحت ضوء القمر يحتاج إلى المزيد من البحث. أما خوانجو نيغرو، المؤلف الرئيسي للدراسة، فقد أكد أن قدرة البومة على الطيران بصمت تام تتعارض مع فكرة جعل نفسها أكثر وضوحًا، لكنه وافق على أن الفرضية الجديدة لا تدحض النظرية السابقة تمامًا.

More Stories
see more