صحي
تقنية "الخلط المعرفي": مفتاح جديد لتحسين جودة النوم
2025-04-19

اكتشف الباحثون طريقة جديدة تعتمد على تمارين عقلية قد تساعد الأشخاص الذين يعانون من صعوبة النوم. هذه التقنية، المعروفة باسم "الخلط المعرفي"، تم تطويرها بواسطة الدكتور لوك بودوين، الذي بدأ رحلته البحثية منذ أكثر من أربعين عامًا عندما كان طالبًا جامعيًا. الفكرة الأساسية لهذه التقنية هي تشتيت العقل باستخدام كلمات عشوائية وغير مشحونة عاطفيًا، مما يساعد في إبعاد الأفكار السلبية والتوتر. وفقًا للدراسات الأولية، أظهرت هذه الطريقة نتائج واعدة في تحسين جودة النوم لدى مجموعة من الطلاب الجامعيين. الخبراء في مجال علم النفس الإدراكي يدعمون هذه التقنية باعتبارها أداة فعالة لمحاكاة حالة الانتقال الطبيعي إلى النوم.

تعود فكرة تقنية "الخلط المعرفي" إلى دراسات قديمة في علم النفس الإدراكي، حيث اهتم بودوين بكيفية معالجة الدماغ للحركة البصرية. خلال تلك الفترة، لاحظ أن النظام البصري لديه القدرة على تفسير التغيرات في الأنماط الضوئية، مما ألهمه لتطوير حلول لمشكلة الأرق. بعد سنوات طويلة من البحث، قام بودوين بتطبيق هذه النظرية على النوم، حيث أسس شركة متخصصة في هذا المجال وأطلق تقنياته الرائدة في العام 2009. تهدف هذه التقنية إلى خداع العقل من خلال تشتيت الانتباه عن القلق اليومي ودفعه نحو حالة استرخاء أكبر.

تشمل خطوات هذه التقنية استخدام كلمات عشوائية وغير شخصية، بحيث يقوم الشخص بالتفكير في أكبر عدد ممكن من الكلمات المرتبطة بكل حرف لمدة ثوانٍ محددة قبل الانتقال إلى الحرف التالي. على سبيل المثال، إذا كانت الكلمة "بيانو"، فإن الشخص يمكنه التفكير في كلمات مثل "كمثرى"، "مظلة"، أو حتى "بول". تشير الدراسات إلى أن هذا النوع من التمارين يقلل من النشاط الذهني المرتفع الذي يمنع دخول الجسم في مرحلة النوم.

بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الاختصاصية النفسية السريرية ليا كيلور أن هذه التقنية تتوافق مع المبادئ العلمية لعلم النفس الإدراكي وطب النوم. أشارت إلى أن العقل أثناء النوم الطبيعي يمر بمراحل من الأحلام الصغيرة والأفكار غير المتصلة، وهو ما تحاول هذه التقنية محاكاته. كما أن هناك علاقة بين الأحلام الصغيرة والنوم العميق، حيث تعمل الأولى كإشارة للدماغ بأن الوقت قد حان للراحة والاسترخاء.

على الرغم من نقص الأبحاث الشاملة حول هذه التقنية، إلا أن التجارب الأولية التي أجراها بودوين أظهرت نتائج مشجعة. في دراسة أجريت على مجموعة من الطلاب الجامعيين، تم تقسيمهم إلى عدة مجموعات لاختبار فعالية "الخلط المعرفي". أظهر المشاركون في هذه المجموعة تحسنًا ملحوظًا في جودة نومهم وانخفاضًا في مستويات الإثارة قبل النوم. ومع ذلك، يشدد الخبراء على أهمية الاستمرارية في استخدام هذه التقنية لعدة ليالٍ قبل الحكم على فعاليتها.

تجدر الإشارة إلى أن تقنية "الخلط المعرفي" ليست بديلاً عن العادات الصحية للنوم أو العلاجات الطبية الموصوفة. إذا لم تحقق هذه التقنية النتائج المرجوة، يُفضل اللجوء إلى أنشطة أخرى هادئة خارج السرير حتى يشعر الجسم بالاستعداد للنوم مرة أخرى. تعد هذه التقنية أداة مبتكرة تضيف إلى مجموعة الخيارات المتاحة للأشخاص الذين يبحثون عن طرق فعالة لإدارة مشكلات النوم.

More Stories
see more