في خطوة تمثل نقلة نوعية في مجال الطب، تمكن رجل أسترالي من العيش لمدة 100 يوم باستخدام قلب اصطناعي مصنوع من التيتانيوم. هذا الإنجاز الطبي غير المسبوق جاء كجزء من جهود علماء ومهندسين لتطوير تقنية تعوض قصور القلب الحاد. بعد زرع القلب الاصطناعي في مستشفى سانت فنسنت بسيدني، أصبح المريض أول شخص في العالم يغادر المستشفى بهذا الجهاز الحيوي. رغم أن الجهاز لا يزال قيد التجربة، إلا أنه يُعد خيارًا طويل الأمد للأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية خطيرة.
في رحلة مليئة بالتحديات والأمل، بدأ كل شيء مع رجل في الأربعينيات من عمره يعاني من قصور حاد في القلب. في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خضع لعملية زرع قلب اصطناعي في مستشفى سانت فنسنت بسيدني. بعد أشهر من الاعتماد على هذا الجهاز المبتكر، أصبح أول شخص في العالم يغادر المستشفى به، حيث أبقاه على قيد الحياة حتى توفر متبرع بالقلب في وقت سابق من هذا العام.
جهاز BiVACOR الاصطناعي، الذي طوره المهندس البيولوجي الأسترالي دانيال تيمز بعد وفاة والده بسبب مرض القلب، يتميز بتصميمه البسيط والمبتكر. يتكون من جزء متحرك واحد فقط، وهو دوار معلق بواسطة مغناطيس، مما يجعله أكثر مقاومة للتآكل مقارنة بالأجهزة التقليدية. صُنع من التيتانيوم ليحل محل البطينين في حال فشل القلب الطبيعي.
وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، تعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة عالميًا، حيث تقتل حوالي 18 مليون شخص سنويًا. ومع وجود آلاف الأشخاص على قوائم انتظار المتبرعين، يأتي هذا الجهاز كأمل جديد لإنقاذ المزيد من الأرواح.
من جهة أخرى، أعرب البروفيسور كريس هايوارد عن اعتقاده بأن هذه التقنية ستغير وجه زراعة القلب للأبد. خلال السنوات العشر القادمة، يُتوقع أن يصبح القلب الاصطناعي خيارًا دائمًا للمرضى الذين لا يستطيعون انتظار قلب متبرع أو عندما يكون من الصعب الحصول عليه.
من منظور صحفي، يعتبر هذا الإنجاز دليلًا واضحًا على ما يمكن تحقيقه عندما تلتقي الهندسة العلمية والإرادة الإنسانية. قصة هذا الرجل ليست مجرد حدث طبي، بل هي رسالة أمل لكل من يواجه تحديات صحية. كما أنها تسلط الضوء على أهمية البحث العلمي المستمر ودعم الابتكارات التي قد تبدو مستحيلة في بدايتها. المستقبل يبدو أكثر إشراقًا مع مثل هذه الاكتشافات التي تعيد تعريف حدود الطب الحديث.