تشير الدراسات الحديثة إلى أن ممارسة تمارين قصيرة المدة، حتى لو كانت لبضع دقائق يوميًا، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في تحسين اللياقة البدنية والصحة العامة. يُطلق على هذه التمارين اسم "تمارين خفيفة" أو "Exercise snacks"، وهي تتضمن أنشطة مثل صعود السلالم، المشي، أو حتى القيام بتمرين القرفصاء. بدأت فكرة هذه التمارين بالانتشار منذ عام 2007، حيث أثبتت دراسات حديثة أنها تعزز من أداء الجهاز التنفسي والقلب وتقلل من مخاطر الإصابة بأمراض مثل السرطان والخرف.

وفقًا للخبراء، يمكن لهذه الأنشطة البسيطة أن تُحدث تغييرات كبيرة إذا تم تنفيذها بشكل منتظم. على سبيل المثال، دراسة نشرتها مجلة Exercise and Sport Sciences Reviews في عام 2022 أظهرت أن ممارسة تمارين قصيرة لمدة لا تتجاوز 30 ثانية ثلاث مرات يوميًا قد تحسن مستويات اللياقة البدنية لدى الأشخاص غير النشطين. بالإضافة إلى ذلك، دراسة أخرى أجراها باحثون في عام 2023 وجدت أن ممارسة نشاط بدني مكثف لمدة بضع دقائق يوميًا قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 32%.

تركز هذه الفكرة أيضًا على أهمية الحركة اليومية، سواء كانت رياضية أم غير رياضية. تشير الدكتورة سوباترا توفار، المتخصصة في علم النفس السريري الصحي، إلى أن الأنشطة البسيطة مثل تنظيف المنزل أو اللعب مع الأطفال تعتبر من الأنشطة المهمة التي تسهم في تحسين الصحة العامة. تؤكد أن دمج هذه الأنشطة في الروتين اليومي يمكن أن يؤدي إلى فقدان وزن أكبر وتحسين اللياقة البدنية بشكل عام.

أشار مدرب اللياقة مايكل بيتس إلى أن الهدف الأساسي هو تحريك الجسم بشكل منتظم، حتى لو لم يكن ذلك عبر برامج رياضية تقليدية. يمكن للمشي، على سبيل المثال، أن يكون بداية جيدة، ويمكن زيادته تدريجيًا عن طريق زيادة السرعة لفترات قصيرة. كما أن تمارين مثل الضغط على الحائط أو القرفصاء يمكن أن تساعد في تعزيز قوة الجسم بشكل عام.

تُظهر هذه الأبحاث أن التغييرات الصغيرة في السلوك اليومي يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية كبيرة على الصحة العامة. من خلال دمج الحركة في الحياة اليومية، سواء كانت رياضية أم غير رياضية، يمكن للأفراد تحسين حياتهم الصحية بشكل كبير دون الحاجة إلى برامج رياضية طويلة الأمد.

تتمثل الرسالة الرئيسية في ضرورة اعتماد نهج أكثر مرونة فيما يتعلق بالنشاط البدني. بدلاً من التركيز على جلسات رياضية طويلة قد تكون صعبة التنفيذ بالنسبة للكثيرين، يمكن للأنشطة اليومية البسيطة أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الصحة العامة. وبالتالي، فإن تبني عادات صحية صغيرة يمكن أن يكون خطوة أولى نحو حياة أكثر نشاطًا وصحة.