في العام الحالي، نجح العلماء في كشف العديد من الأسرار التي طالما حيرت الباحثين حول شخصيات تاريخية بارزة. استخدمت الدراسات الحديثة تقنيات متطورة لتقديم رؤى جديدة وتفتح أبوابًا لمزيد من الأسئلة المثيرة للدهشة.

اكتشافات علمية تعيد كتابة التاريخ وتثير المزيد من الألغاز

رجل المستنقع القديم

قبل حوالي خمسة آلاف عام، وقعت حادثة عنيفة في شمال غرب الدنمارك أدت إلى وفاة رجل بطريقة مأساوية. تم العثور على بقايا هذا الرجل، المعروف باسم "رجل المستنقع"، في مستنقع الخث بمنطقة فيتروب خلال عملية قطع الخث في عام 1915. استخدم الباحثون التحليل الجيني المتقدم لكشف تفاصيل حياة هذا الشخص وأسلوب موته الغامض.أظهرت النتائج أن الرجل تعرض للضرب بآلة خشبية ثمان مرات على الأقل قبل وفاته. كما أشارت البيانات إلى أن نظامه الغذائي كان يعتمد على الصيد والزراعة. رغم عدم وجود إجابات دقيقة حول سبب موته، يعتقد العلماء أنه ربما قُتل كضحية في طقوس دينية شائعة في تلك الفترة.

الهوية الغامضة لهيكل عظمي في بئر قلعة

تمكن فريق بحثي من ربط هوية هيكل عظمي عثر عليه في بئر قلعة نرويجية بمقطع من ملحمة شمالية تعود لثماني مئة سنة. تشير الملحمة إلى أن جيشًا غازيًا ألقي بجثة رجل ميت في بئر قلعة "سفيريسبورغ" عام 1197 بهدف تسميم المياه.استخدم الباحثون التأريخ بالكربون المشع لتحديد عمر الهيكل العظمي الذي يبلغ حوالي تسعمئة سنة. وفقًا للنتائج، فإن الهيكل لا ينتمي للسكان المحليين بل إلى منطقة محددة في جنوب النرويج. يشير هذا الاكتشاف إلى أن الجيش الغازي ألقى بأحد أفراده المقتولين في البئر.

بيتهوفن والمعاناة الصحية

توفي الملحن الكلاسيكي الشهير، لودفيغ فان بيتهوفن، عن عمر يناهز ستة وخمسين عامًا بعد حياة مليئة بالأمراض، بما في ذلك الصمم وأمراض الكبد والجهاز الهضمي. نشر الباحثون دراسة في شهر مايو توضح وجود مستويات عالية من الرصاص في خصلات شعر بيتهوفن الأصلي، مما يشير إلى إمكانية معاناته من التسمم بالرصاص.بالإضافة إلى الرصاص، احتوت خصلات الشعر على كميات متزايدة من الزرنيخ والزئبق. يُعتقد أن هذه المواد قد تكون ناجمة عن نظام غذائي يتضمن الأسماك من نهر الدانوب الملوث والنبيذ المحلى بالرصاص. هذه الاكتشافات توفر رؤية جديدة حول الأسباب المحتملة لمشاكله الصحية المزمنة.

أسرار الاستعمار الأمريكية

أثارت تحليلات الحمض النووي لبقايا بشرية عُثر عليها في موقع كنيسة بنيت عام 1608 في مستوطنة جيمستاون الاستعمارية في فيرجينيا العديد من الأسرار حول أفراد عائلة أول رئيس للولايات المتحدة، جورج واشنطن. توصلت الدراسة إلى أن الرجال الذين دُفنوا في المقبرة كانوا أقارب الحاكم الأول للمستعمرة، توماس ويست.كشفت الدراسة أيضًا عن فضيحة مخفية داخل عائلة ويست، حيث ولد أحد الرجال، الكابتن ويليام ويست، لأخت عانس وهي غير شرعية. أزيلت تفاصيل ميلاده من السجلات العائلية بشكل متعمد، مما يشير إلى أن سر نسبه الحقيقي هو ما ألهمه للإبحار عبر المحيط الأطلسي والانضمام إلى المستعمرة.

عالم الفلك الدنماركي وعمله السري

ارتبط العالم الدنماركي تايكو براهي بالاكتشافات الفلكية في القرن السادس عشر، لكنه كان أيضًا كيميائيًا مكرسًا لصناعة الأدوية السرية للعملاء النخبة. رغم تدمير مختبره الكيميائي بعد وفاته، أجرى الباحثون تحليلًا كيميائيًا لشظايا الزجاج والفخار المأخوذة من الموقع، مما كشف عن عناصر مثل النيكل والنحاس والزنك، بالإضافة إلى التنغستن، الذي لم يكن معروفًا في ذلك الوقت.على صعيد آخر، ساعدت رسوم عالم الفلك الألماني يوهانس كيبلر للبقع الشمسية في عام 1607 على تجميع تاريخ الدورة الشمسية. أزال العلماء الغبار عن رسوم كيبلر المنسية لفهم فترة "Maunder Minimum"، وهي فترة ضعيفة وغير طبيعية للدورات الشمسية بين عامي 1645 و1715. ساهمت أعمال براهي وكيبلر في تقديم قطع جديدة تساعد العلماء على إعادة بناء ألغاز الماضي.