في حدث مثير، اقتربت قطعة من الحطام المداري من محطة الفضاء الدولية في نوفمبر، مما أدى إلى تنفيذ مناورة طارئة لتجنب الاصطدام. هذا الحدث يسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه الأنشطة الفضائية بسبب تراكم النفايات المدارية. الخبراء حذروا منذ فترة طويلة من خطورة هذا التلوث الفضائي، والذي يمكن أن يهدد ليس فقط سلامة رواد الفضاء، بل أيضًا البنية التحتية التقنية التي تعتمد عليها حياتنا اليومية.
تواجه الأنشطة الفضائية تحديات جمة نتيجة لتراكم الأجسام الغريبة في المدار. هذا الأمر يستلزم اتخاذ إجراءات استباقية لحماية المحطات الفضائية والأقمار الصناعية. مع زيادة عدد القطع العائمة حول الأرض، أصبحت المناورات الطارئة أمراً معتاداً لتجنب الكوارث المحتملة. هذه الحوادث تؤكد الحاجة الملحة لتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذا الخطر المتنامي.
في عام 2022، اقتربت قطعة من الحطام الفضائي من محطة الفضاء الدولية، مما دفع القائمين على العمليات لتنفيذ مناورة سريعة لتعديل مسار المحطة. هذا الحدث يعكس خطورة الوضع الحالي، حيث يمكن أن يؤدي اصطدام واحد إلى نتائج كارثية. وفقًا للخبراء، فإن خطر الاصطدام يزداد كل عام مع تكاثر الأجسام الموجودة في المدار. هذه المشكلة ليست جديدة، فقد دق العلماء نواقيس الخطر لسنوات عديدة بشأن الازدحام المتزايد في المدار، الذي جاء كنتيجة لحوادث سابقة مثل الانفجارات واختبارات الأسلحة. وتشير التقديرات إلى وجود عشرات الآلاف من قطع الحطام التي يمكن تتبعها، بالإضافة إلى ملايين أخرى غير مرئية بتكنولوجيا الرصد الحالية.
تجاوزت مشكلة النفايات الفضائية مجرد تهديد لسلامة رواد الفضاء، بل أصبحت تمثل خطرًا على الأنظمة التقنية التي تعتمد عليها حياتنا اليومية. الأقمار الصناعية التي تدعم خدمات مثل نظام تحديد المواقع العالمي والإنترنت عريض النطاق قد تكون عرضة للأضرار الجسيمة. هذه القضية تكتسب أهمية خاصة في ظل زيادة إطلاق الأقمار الصناعية التجارية في السنوات الأخيرة.
أشار الدكتور فيشنو ريدي، أستاذ علوم الكواكب بجامعة أريزونا، إلى أن الزيادة السريعة في عدد الأجسام المدارية تؤدي إلى تفاقم المشكلة بشكل كبير. يخشى الخبراء من الوصول إلى ما يعرف بـ "متلازمة كيسلر"، وهي سيناريو افتراضي يصف سلسلة من ردود الفعل المتتالية التي تبدأ بانفجار واحد يرسل شظايا تصطدم بأجسام أخرى، مما يخلق المزيد من الحطام. وقد يتسبب هذا في جعل المدار غير صالح لاستخدام الأقمار الصناعية. رغم اختلاف الآراء حول مستوى الخطر الحالي، إلا أن هناك توافقًا واسعًا على أن مشكلة المرور الفضائي تحتاج إلى حلول عاجلة. تؤكد مقابلات مع علماء وخبراء الفضاء على ضرورة معالجة هذه القضية قبل أن تصبح أكثر تعقيدًا.