صحي
كيفية تعزيز الحوار المبكر حول البلوغ بين الأهل وأطفالهم
2025-04-23

كشفت دراسة حديثة أن الكثير من الآباء يترددون في الحديث مع أبنائهم حول موضوع البلوغ، مما يؤدي إلى عدم استعداد الأطفال للتغيرات الجسدية والعاطفية التي تحدث خلال هذه المرحلة. وفقًا لاستطلاع أجراه مستشفى "سي إس موت للأطفال"، فإن حوالي 41% من الآباء ينتظرون حتى يبادر الطفل بالسؤال عن الموضوع. كما أظهر الاستطلاع أن نسبة قليلة من الآباء (36%) يعتقدون بضرورة التطرق لهذا الموضوع قبل سن العاشرة، على الرغم من أن البلوغ يحدث الآن بشكل أبكر مقارنة بالماضي. تؤكد الباحثة سارة كلارك على أهمية تقديم المعلومات بطريقة تدريجية وبسيطة، مشددة على ضرورة فتح خطوط اتصال مفتوحة ومريحة.

أهمية بدء الحوار باكرًا

يمثل بدء الحوار حول البلوغ في وقت مبكر خطوة أساسية لضمان استعداد الأطفال للتغيرات الطبيعية التي ستحدث لهم. تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتلقون توجيهات واضحة من ذويهم يكونون أكثر هدوءًا واستعدادًا لهذه المرحلة. يمكن للأهل استخدام طرق مبتكرة وغير مباشرة مثل المشاهد اليومية أو القصص الشخصية كفرصة لفتح النقاش.

مع تطور عالم اليوم الرقمي، أصبح الأطفال أكثر عرضة للمعلومات المضللة عبر الإنترنت أو الأصدقاء. لذلك، يجب على الأهل أن يكونوا المصدر الرئيسي للمعلومات الصحيحة والموضوعية. تشدد خبيرة التربية سارة كلارك على أن تقديم معلومات تدريجية وبسيطة يساعد الأطفال على فهم التغيرات الجسدية والنفسية التي سيواجهونها. كما توضح أن التحدث باكرًا يخفف من القلق ويمنح الطفل شعورًا بالأمان والثقة بأن ما يحدث له طبيعي تمامًا. يمكن أيضًا أن تكون البيئة المنزلية مكانًا آمنًا لطرح الأسئلة والحصول على الإجابات دون خجل أو حرج.

تعزيز التواصل المستمر والمفتوح

ليس من الكافي إجراء محادثة واحدة حول البلوغ؛ بل يجب أن يكون هناك تواصل مستمر ومفتوح بين الأهل والأبناء. توفر هذه العلاقة المبنية على الثقة والدعم فرصة للأطفال ليشعروا بأنهم ليسوا وحدهم في هذه التجربة، وأن التغيرات التي يمرون بها هي جزء طبيعي من النمو. يساهم الحوار المستمر في تعزيز المهارات النفسية والتكيّف مع التغيرات الهرمونية التي قد تؤثر على المزاج والسلوك.

تشير الطبيبة نيها شودري إلى أهمية اختيار الوقت المناسب لإطلاق هذه المحادثات، مثل أثناء مشاهدة فيلم أو أثناء درس في المدرسة يتعلق بصحة الإنسان. يمكن للأهل استخدام هذه اللحظات كنقطة انطلاق لمناقشة مواضيع حساسة بطريقة مرحة وسهلة الفهم. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الأهل توفير بيئة داعمة تشجع الأطفال على طرح أسئلتهم والاستفساراتهم دون خوف من الحكم أو النقد. تضيف شودري أنه إذا تم فتح باب الحوار باكرًا، فإن الطفل سيكون قادرًا على بناء ثقته بنفسه وتطوير استراتيجيات تأقلم صحية تساعده على التعامل مع التغيرات المستقبلية بسهولة أكبر. وبالتالي، فإن الحوار المستمر يعزز العلاقة بين الأهل والأبناء ويعمل على بناء جسور من الثقة والتفاهم.

More Stories
see more