تشير التقارير إلى أن هذه القرارات ليست مجرد تخفيضات مالية، بل تمثل هجومًا مباشرًا على العلوم والتقدم الطبي الذي تحقق على مدار العقود الماضية.
مع تصاعد المخاوف حول مستقبل الأبحاث المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية، برزت تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء قرارات الإدارة الأمريكية. وفقًا لتقارير وزارة الصحة الأمريكية، تم إلغاء عشرات المنح التي كانت تدعم مشاريع حيوية تتعلق بالفيروس، مما يهدد بوقف العديد من الدراسات التي قد تساهم في إنهاء الجائحة.
على سبيل المثال، تم إيقاف مشروع ضخم كان يهدف إلى دراسة تأثير الوصمة الاجتماعية على المصابين بفيروس HIV، وهو موضوع حساس يحتاج إلى فهم أعمق لتحسين الرعاية الصحية النفسية والمادية لهؤلاء الأفراد. هذا الإلغاء يعكس غياب الرؤية طويلة الأمد لدى صناع القرار الذين يتجاهلون أهمية مثل هذه الأبحاث.
من الناحية الإنسانية، يُعد قرار تقليص التمويل كارثة بالنسبة للملايين من الأشخاص المصابين بفيروس HIV حول العالم. تشير إحصائيات رسمية إلى أن أكثر من 1.2 مليون أمريكي يعيشون مع الفيروس، وهناك نسبة كبيرة لا تزال غير مدركة لإصابتها، مما يزيد من احتمالية انتشاره.
بالإضافة إلى ذلك، يمثل هذا القرار تهديدًا مباشرًا لجهود مكافحة الإيدز على المستوى العالمي، خاصة وأن الولايات المتحدة كانت دائمًا واحدة من أكبر الجهات المانحة للمنظمات الدولية العاملة في هذا المجال. إذا استمر هذا النهج، فقد نشهد عودة وبائية للفيروس في مناطق متعددة من العالم، مما سيؤدي إلى زيادة عدد الوفيات والإصابات الجديدة بشكل كبير.
التقت CNN مع العديد من الخبراء الذين عبروا عن قلقهم العميق تجاه هذه الخطوة. أكد الدكتور بيري هالكيتيس، عميد جامعة روتجرز، أن إلغاء المنح الفيدرالية سيؤثر سلبًا على الجهود المبذولة للقضاء على الفيروس ليس فقط داخل الولايات المتحدة ولكن أيضًا على المستوى العالمي.
كما أشارت الدكتورة كولين كيلي، رئيسة جمعية طب فيروس نقص المناعة البشرية، إلى أن هذه القرارات تُظهر عدم فهم حقيقي لأهمية الأبحاث في مجال الصحة العامة. وأكدت أن التراجع عن دعم مثل هذه المشاريع يضع حياة الملايين في خطر ويهدد بإبطاء التقدم الذي تحقق خلال العقود الماضية.
في ظل هذه التحديات، يبحث الباحثون عن بدائل لتوفير التمويل اللازم لمواصلة عملهم. بعض المؤسسات الأكاديمية بدأت بتقديم دعم مؤقت لبعض المشاريع، لكن هذا الحل ليس مستدامًا على المدى البعيد. كما أن الحصول على تمويل من مصادر أخرى قد يكون أمرًا معقدًا بسبب التنافس الشديد على الموارد المحدودة.
من جهة أخرى، هناك دعوات متزايدة لزيادة الوعي المجتمعي بأهمية دعم الأبحاث المتعلقة بفيروس HIV. يعتقد البعض أن الضغط الشعبي يمكن أن يؤثر على القرارات الحكومية ويؤدي إلى إعادة النظر في هذه السياسات.