صحي
رحلة مذهلة عبر الزمن: كيف وصلت الإغوانا إلى جزر فيجي؟
2025-03-24

كشفت دراسة علمية حديثة عن واحدة من أكثر الرحلات الغريبة في تاريخ الحياة البرية، حيث قطعت أسلاف الإغوانا الحديثة آلاف الكيلومترات عبر المحيط الهادئ منذ ملايين السنين. بدأت هذه الرحلة الملحمية من الساحل الغربي لأمريكا الشمالية نحو الجزر النائية لفيجي. يشير الباحثون إلى أن هذه الزواحف كانت تنتقل على أشجار ونباتات عائمة نتجت عن الأعاصير والفيضانات، مما سمح لها بالبقاء على قيد الحياة لأشهر أثناء الرحلة.

أثار هذا اللغز العلمي العديد من التساؤلات حول كيفية وصول الإغوانا إلى تلك المنطقة النائية. اقترح الدكتور سايمون سكاربيتا وزملاؤه في الدراسة فكرة أن هذه الزواحف قد استخدمت الطفو الطبيعي كوسيلة للتنقل عبر المياه الشاسعة. تم تحليل الجينات الخاصة بـ 14 نوعًا مختلفًا من الإغوانا، مما أظهر أن أقرب أقاربها تعيش اليوم في الصحارى الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت البيانات أن هذه الرحلة قد حدثت قبل حوالي 34 مليون سنة، وهو ما يتوافق مع تكوين أرخبيل فيجي نتيجة النشاط البركاني. وبالتالي، تم إبطال الفرضيات التي تتحدث عن رحلات عبر اليابسة أو القارة القطبية الجنوبية.

من خلال دراسة الأنماط البيولوجية لهذه الزواحف، توصل العلماء إلى أنها مجهزة بشكل فريد لتلك الرحلات الطويلة. يمكن للإغوانا تحمل الحرارة العالية، الجوع، والجفاف لفترات طويلة، بفضل معدل الأيض المنخفض لديها. كما ذكر الباحثون أن الحيوانات ذات الدم البارد تستهلك طاقة أقل بكثير مقارنة بنظيراتها ذات الدم الدافئ، مما يجعلها مرشحة مثالية لتحمل مثل هذه الظروف القاسية. يأمل العلماء الآن في استخدام هذه النتائج لفهم المزيد عن آليات الاستعمار البيولوجي وكيفية انتشار الكائنات الحية عبر المناطق المختلفة على الأرض.

هذه الدراسة تفتح أبوابًا جديدة أمام البحث العلمي حول كيفية تعامل الكائنات الحية مع التحديات الكبرى في البيئة الطبيعية. توضح لنا أن حتى أكثر الرحلات استحالة يمكن أن تتحقق بفضل التكيفات الفريدة التي تمتلكها بعض الكائنات. كما تؤكد أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي، لأن كل كائن له دور محوري في تشكيل النظام البيئي العالمي.

More Stories
see more