في دراسة جديدة، كشف فريق بحثي من جامعة إكستر عن سلوك غير مسبوق للشمبانزي البرية في غينيا بيساو. تم تصوير هذه القردة وهي تتشارك فاكهة مخمرة، مما يوفر رؤى جديدة حول كيفية استخدامها للكحول الطبيعي لتقوية العلاقات الاجتماعية. باستخدام تقنيات مراقبة حديثة، تم تسجيل هذا السلوك الفريد الذي قد يكون له دور مهم في بناء الروابط بين أفراد المجموعة.
في رحلة استكشافية داخل الغابات الكثيفة لمنتزه كونتانهيز الوطني، نصب الباحثون كاميرات تعمل بالحركة لرصد سلوك الشمبانزي. خلال هذه التجربة، تم التقاط مشاهد مذهلة للشمبانزي وهي تتناول فاكهة الخبز الأفريقية المخمرة التي تحتوي على نسبة طبيعية من الإيثانول. وقد لوحظ هذا السلوك في عشر حالات مختلفة، حيث كانت القردة تتبادل الفاكهة فيما بينها بطريقة توحي بتقوية الروابط الاجتماعية. وفقًا للباحثين، يبدو أن هذا السلوك النادر يعزز الترابط الجماعي بين الشمبانزي.
من جانبه، أوضح العلماء أن الشمبانزي لا تقوم دائمًا بمشاركة الطعام، مما يجعل هذا السلوك مع الفاكهة المخمرة حالة خاصة تستحق المزيد من البحث والتحليل. هذه الظاهرة قد تساعد في فهم كيف يمكن للأحداث الاجتماعية البسيطة أن تكون لها آثار كبيرة على ديناميكيات المجتمعات الحيوانية.
من وجهة نظر صحافية، فإن هذا الاكتشاف يفتح المجال أمام أسئلة عميقة حول التشابه بين البشر والشمبانزي في استخدام المواد الطبيعية لتقوية الروابط الاجتماعية. كما يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على بيئات الحياة البرية الغنية التي توفر مثل هذه الفرص لمراقبة السلوكيات الفريدة. ربما نتعلم من هذه القصة درسًا هامًا حول أهمية التعاون والتواصل في حياتنا اليومية.