في ظل التحديات البيئية المتزايدة، أصبحت قضية التلوث البلاستيكي محور اهتمام عالمي. تسلط ميليسا فاليانت ومجموعة من الخبراء الضوء على الأثر الكبير الذي يتركه البلاستيك على المناخ والصحة العامة. باستخدام أدوات مائدة قابلة لإعادة الاستخدام، تسعى فاليانت لتقليل الاعتماد على البلاستيك ذات الاستخدام الواحد. تشير الدراسات إلى أن إنتاج وحرق البلاستيك يساهمان بشكل كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يؤدي إلى تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، فإن المخلفات البلاستيكية لا تؤثر فقط على البيئة، بل تهدد صحة الإنسان عبر تراكم الجزيئات البلاستيكية الدقيقة داخل الجسم. الحلول المقترحة تتطلب تغييرًا جذريًا في النهج الحالي لإنتاج واستخدام البلاستيك.
تُعتبر أزمة التلوث البلاستيكي واحدة من أكبر التحديات البيئية التي نواجهها اليوم. في هذا السياق، تقف ميليسا فاليانت كمثال حي على الجهود الفردية لمواجهة هذه المشكلة. تعمل فاليانت كمديرة للاتصالات في مشروع Beyond Plastics، حيث تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين البلاستيك وتغير المناخ. تؤكد أن البلاستيك ليس مجرد مادة خاملة، بل هو مصدر رئيسي للانبعاثات الكربونية على مدار دورة حياته. تبدأ هذه الانبعاثات منذ عمليات الحفر واستخراج الوقود الأحفوري وحتى مرحلة الإنتاج والحرق النهائي للمواد البلاستيكية.
من جانب آخر، تشير الدكتورة جيليان غولدفار، أستاذة الهندسة الكيميائية بجامعة كورنيل، إلى أن المصافي تستهلك كميات كبيرة من المياه أثناء معالجة النفط، مما يزيد من العبء البيئي. كما أن أدوات المائدة البلاستيكية المستخدمة يوميًا في الولايات المتحدة وحدها تصل إلى أكثر من 100 مليون قطعة، معظمها ينتهي في مكبات النفايات أو الطبيعة دون إعادة تدوير. توضح غولدفار أن هذه المواد قد تبقى لقرون قبل أن تتحلل تمامًا، مما يزيد من تراكم الميكروبلاستيك في البيئة والمياه.
بالنظر إلى الحلول الممكنة، تدعو فاليانت إلى التركيز على تقليل الإنتاج والاستخدام الأساسيين للبلاستيك. تؤكد أن الحلول القائمة على إدارة النفايات ليست كافية لتحقيق التغيير المطلوب. بدلاً من ذلك، يجب تعزيز استخدام بدائل مستدامة مثل الخيزران أو المعادن، والتي تتطلب طاقة أقل للإنتاج وتقلل من التأثير البيئي على المدى البعيد. تشير الأرقام إلى أن التحول إلى هذه المواد يمكن أن يوفر كميات كبيرة من الطاقة ويقلل من كمية النفايات الملقاة في المكبات.
تعد هذه الجهود خطوة مهمة نحو بناء مستقبل أكثر استدامة. مع زيادة الوعي العام حول هذه القضية، بدأت العديد من الولايات والمدن الأمريكية في تنفيذ قوانين تحظر استخدام الأدوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. ترى غولدفار أن هذه الخطوات الجماعية قد تحدث فرقًا حقيقيًا إذا ما تم تنفيذها على نطاق أوسع. في الوقت نفسه، تبرز أهمية دور صانعي السياسات في وضع لوائح مشددة تجبر الشركات على تبني ممارسات بيئية أكثر مسؤولية.
مع تزايد المخاوف بشأن التأثير الصحي للبلاستيك، أصبح من الواضح أن التغيير ضروري ليس فقط لحماية الكوكب، ولكن أيضًا لضمان صحة الإنسان. تشير الدراسات الحديثة إلى وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في الدم والأنسجة البشرية، مما يثير مخاوف بشأن الأمراض المرتبطة بهذه المواد الكيميائية. لذلك، فإن تقليل الاعتماد على البلاستيك يعد خطوة أساسية نحو حماية البيئة والصحة العامة معًا.