كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة أمريكية أن بعض أنواع القردة العليا، مثل البونوبو، يمكنها التعرف على جهل شريكها البشري وتوفير المعلومات اللازمة لتغيير سلوكه. أظهرت التجارب أن هذه القردة قادرة على إرشاد البشر إلى مواقع مخفية للمكافآت عندما يلاحظون أن الشريك البشري لا يعرف مكانها. هذا الاكتشاف يعتبر دليلاً قوياً على أن الرئيسيات غير البشرية تتمتع بقدرات اتصال وفهم متقدمة، مما يفتح آفاقاً جديدة في فهم العلاقات بين البشر والقردة.

تفاصيل الدراسة التي أجريت في بيئة علمية متطورة

في بيئة معدة خصيصاً للبحث العلمي، نُفذت هذه الدراسة من قبل فريق من الباحثين المتخصصين في جامعة جونز هوبكنز. خلال التجربة، تم وضع ثلاثة ذكور من البونوبو في مواقف تتطلب منهم التواصل مع البشر. جرى اختبار قدرتهم على الإشارة إلى موقع الكأس الصحيح الذي يحتوي على مكافأة، سواء كان الشخص البشري على علم بذلك أو لا. أظهرت النتائج أن القردة كانت أكثر استعدادًا للمساعدة عند ملاحظتها لجهل الشريك البشري. هذا السلوك يعكس قدرة فريدة على فهم نوايا الآخرين وتكييف ردود الأفعال بناءً على ذلك.

يعتبر هذا البحث خطوة مهمة نحو فهم أفضل لقدرات القردة العقلية والتواصلية. يشير الباحثون إلى أن هذه النتائج تعزز النظرية القائلة بأن القردة تمتلك "نظرية العقل"، وهي القدرة على فهم ما قد يفكر فيه الآخرون. كما يأمل الفريق في مواصلة دراساتهم لاستكشاف المزيد عن الدوافع التي تقف وراء هذه السلوكيات وكيف تؤثر على الحياة الاجتماعية لهذه الحيوانات.

من وجهة نظر صحافية، تعتبر هذه الدراسة بمثابة نافذة مشرعة على عالم القردة الغامض. إنها تدعونا للتأمل في مدى تعقيد العلاقات بين الأنواع المختلفة وكيف يمكن أن نتعلم من هذه الكائنات الرائعة. كما تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على أنواع مثل البونوبو التي تعد مهددة بالانقراض، مما يحثنا على العمل الجاد لحماية بيئتها الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجي الهام الذي تشكله هذه الحيوانات الفريدة في نظامنا البيئي الأوسع.