كشفت أبحاث طبية حديثة أن النقص في النوم العميق، بما في ذلك نوم الموجات البطيئة ونوم حركة العين السريعة (REM)، يمكن أن يكون له تأثير مدمر على الدماغ. هذه الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة ييل الأمريكية أظهرت أن عدم الحصول على قسط كافٍ من هاتين مرحلتين قد يؤدي إلى انكماش بعض الأجزاء الحيوية من الدماغ المرتبطة بمرض الزهايمر. الباحث الرئيسي في الدراسة، جاوون تشو، أكد أن هذا الانكماش يظهر بشكل واضح في المنطقة الجدارية السفلية من الدماغ، وهي المسؤولة عن معالجة المعلومات الحسية والبصرية. كما أشارت الخبرات السريرية لطبيب الأعصاب الوقائي ريتشارد إيزاكسون إلى أهمية النوم العميق في الحفاظ على الوظائف الإدراكية للدماغ.
تشير الأبحاث إلى أن الدماغ أثناء النوم العميق يقوم بعدة عمليات ضرورية، مثل التخلص من السموم وإصلاح الخلايا وتقوية الذاكرة. ويعتقد العلماء أن نوم حركة العين السريعة يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم المشاعر ومعالجة المعلومات الجديدة. ومع تقدم العمر، تتضاءل فرص الإنسان في الوصول إلى هذه المراحل المهمة من النوم، مما يجعل النوم الكافي والهادئ أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من البالغين لا يحصلون على القسط الكافي من النوم الذي يحتاجه الجسم للعمل بكفاءة. وفقًا لإحصائيات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض، يعاني أكثر من ثلث الأمريكيين من نقص النوم. وقد أظهرت دراسات أخرى أن اتباع عادات نوم صحية يمكن أن يزيد من متوسط عمر الإنسان، حيث أضافت خمس سنوات تقريبًا للرجال وعامين ونصف للنساء.
من أجل تعزيز جودة النوم، يوصي الخبراء بمجموعة من الإجراءات، منها الالتزام بجدول زمني منتظم للنوم والاستيقاظ، وتوفير بيئة نوم مثالية خالية من الضوضاء والأضواء، بالإضافة إلى تجنب الكحول والاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية قبل النوم. كل هذه العوامل تسهم في تحسين جودة النوم وبالتالي تعزيز الصحة العامة للجسم والعقل.
في ظل هذه النتائج، يتضح أن النوم ليس مجرد وقت للراحة، بل هو عملية أساسية لحماية الدماغ من الأمراض التنكسية مثل الزهايمر. لذلك، يجب علينا جميعًا إعادة النظر في عاداتنا اليومية لضمان الحصول على نوم كافٍ وهادئ يعزز من قدرتنا على العمل والإبداع.