صحي
تأثير الفلورايد على تطور ذكاء الأطفال: دراسة معمقة
2025-01-09

أظهرت دراسة شاملة استمرت لسنوات عديدة أن زيادة تركيز الفلورايد في الجسم قد تكون مرتبطة بانخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال. وجد الباحثون أن كل زيادة بمقدار جزء واحد بالمليون في تركيز الفلورايد بالبول، وهي طريقة قياس جميع مصادر الفلورايد، ترتبط بتراجع نقطة واحدة تقريبًا في معدل الذكاء. رغم أن هذا التأثير يبدو ضئيلًا على مستوى الفرد، فإنه يحمل آثارًا كبيرة على نطاق أوسع، خاصة بالنسبة للأطفال المعرضين للخطر بسبب الفقر والتغذية السيئة.

استنادًا إلى هذه النتائج، أصدر القضاء الأمريكي حكمًا يطالب وكالة حماية البيئة بزيادة التنظيم بشأن استخدام الفلورايد في مياه الشرب لحماية تطور الأطفال العقلي. كما ناقشت الدراسة فوائد ومخاطر إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب، حيث رأى بعض الخبراء أن الوكالات الصحية يجب أن تعيد النظر في تقييمها للفلورايد بسبب سميته المحتملة على الجهاز العصبي.

العلاقة بين الفلورايد وتراجع معدل الذكاء

أشارت الدراسة إلى وجود علاقة واضحة بين ارتفاع مستويات الفلورايد وتراجع معدل الذكاء لدى الأطفال. وجد الباحثون أن زيادة تركيز الفلورايد بمقدار جزء واحد بالمليون في البول ترتبط بتراجع نقطة واحدة تقريبًا في معدل الذكاء. وعلى الرغم من أن هذا الانخفاض يبدو صغيرًا عند النظر إليه على مستوى فردي، فإن تأثيره الجماعي يمكن أن يكون كبيرًا، خاصة في المجتمعات ذات الظروف الصعبة.

أكدت الدراسة أن انخفاض معدل الذكاء بمقدار 5 نقاط يمكن أن يضاعف عدد الأشخاص الذين يصنفون بأنهم لديهم إعاقة ذهنية. وقد خلص الباحثون إلى أن تأثير الفلورايد على الذكاء ليس فقط مسألة صحية بل له آثار اجتماعية واقتصادية مهمة. ومع ذلك، أشارت الدراسة أيضًا إلى أن معظم البيانات المستخدمة جاءت من دول خارج الولايات المتحدة، مما يثير تساؤلات حول مدى تطبيق هذه النتائج على السياق الأمريكي.

الآثار الأوسع والتحديات المستقبلية

بناءً على هذه النتائج، أصبح هناك نقاش متزايد حول الحاجة إلى إعادة تقييم السياسات المتعلقة بإضافة الفلورايد إلى مياه الشرب. أصدر قاضٍ أمريكي حكمًا يطالب وكالة حماية البيئة بزيادة تنظيم استخدام الفلورايد لحماية تطور الأطفال العقلي. كما أثارت الدراسة مخاوف بشأن الآثار طويلة المدى للفلورايد على الصحة العامة، خاصة في المناطق ذات مستويات الفقر المرتفعة.

مع استمرار النقاش حول هذه القضية، يدعو الخبراء إلى المزيد من البحوث لتقييم الآثار الدقيقة للفلورايد على تطور الأطفال العقلي. وفي الوقت نفسه، أشار بعض العلماء إلى أن معظم الدراسات التي تم تحليلها كانت من دول خارج الولايات المتحدة، مما يشير إلى الحاجة لإجراء المزيد من الدراسات المحلية لتأكيد هذه النتائج. كما أبرزت الدراسة أهمية توازن الفوائد الصحية للفلورايد في حماية الأسنان مع مخاطره المحتملة على تطور الدماغ.

More Stories
see more