أكملت بعثة "فرام 2" لشركة سبيس إكس رحلة تاريخية حول الأرض في مدار غير عادي، مما أتاح لأربعة سياح الفرصة لاستكشاف الفضاء عبر مسار يمر فوق القطبين الشمالي والجنوبي. خلال هذه الرحلة، قام الطاقم بأبحاث علمية مبتكرة وركزوا على دراسات طبية وتقنيات تصوير كوكب الأرض من الفضاء. وقد أظهرت التجارب أهميتها المحتملة للمهام الفضائية طويلة الأمد، بينما أكد القائد شون وانغ أن التقدم التقني المستمر قد يخفض تكلفة السفر إلى الفضاء ويتيح المزيد من الفرص للبشر.
ركز الطاقم على تنفيذ مجموعة من المشاريع البحثية التي تعد الأولى من نوعها في الفضاء، حيث تم استخدام تقنيات متقدمة لتقييم الآثار الصحية المترتبة على الإقامة الطويلة خارج نطاق الجاذبية الأرضية. من بين هذه الدراسات، تم تسجيل أول صورة أشعة سينية في الفضاء، وهو إنجاز مهم يمكن أن يساهم في تحسين الاستعدادات الطبية للمهمات المستقبلية.
تشير رابيا روخ، أخصائية المركبة، إلى أن هذا الاختراق العلمي يهدف إلى معالجة مشاكل صحية محتملة مثل فقدان الكثافة العظمية الذي يؤثر على رواد الفضاء أثناء المهام الطويلة. وأشارت أيضًا إلى أن هذه الأبحاث ستكون أساسية لتطوير استراتيجيات الوقاية والعلاج لضمان سلامة رواد الفضاء في المستقبل. كما تمت مناقشة كيفية تقليل احتمالية حدوث الكسور نتيجة التغيرات البيئية الفريدة التي يواجهها الجسم البشري في ظروف انعدام الجاذبية.
أكدت قائدة المركبة يانيك ميكلسن أن الرحلة لم تقتصر فقط على الجانب العلمي، بل شملت أيضًا مشروعًا للتواصل العالمي من خلال جمع بيانات ضخمة عن كوكب الأرض والفضاء باستخدام تقنيات تصوير حديثة. وقد أسفرت هذه الجهود عن إنشاء بنك بيانات شامل يمكن للباحثين من مختلف المجالات الوصول إليه.
من خلال المركبة "أورورا"، تم التركيز على التقاط صور عالية الدقة للشفق القطبي وغيرها من الظواهر الطبيعية النادرة التي تحدث على الأرض. تشير هذه الخطوة إلى دور مهم يمكن أن تلعبه الرحلات الفضائية في تعزيز فهمنا للبيئة الأرضية وتحسين قدرتنا على دراسة التغيرات المناخية والظواهر الطبيعية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، أعرب الطاقم عن تفاؤله بشأن مستقبل السياحة الفضائية وتأثيرها على تطور التقنيات الحديثة، حيث قال القائد شون وانغ إن شركة سبيس إكس تعمل على تقليل تكاليف الوصول إلى الفضاء لجعله أكثر توافقًا مع الاحتياجات البشرية.