في عمل درامي جديد على منصة نتفليكس، يتم استعراض تفاصيل حياة غابي بوتيتو، وهي مدونة سفر شابة أُخذت منها حياتها على يد خطيبها أثناء رحلة عبر المناطق البرية. الحادثة التي وقعت عام 2021 كشفت عن جانب مرعب من العنف المنزلي الذي لا يزال يؤثر بشكل كبير على المراهقين والشباب في الولايات المتحدة. هذه القضية ليست مجرد قصة فردية، بل هي انعكاس لمشكلة أوسع تتعلق بالعلاقات غير الصحية والإساءات المتعددة الأشكال التي قد تكون غير واضحة للعيان. مع ذلك، هناك حاجة ملحة لتوعية المجتمع حول علامات الخطر وكيفية التعامل مع العلاقات بطريقة صحية.
حادثة بوتيتو أصبحت نقطة محورية تدفع نحو التفكير العميق في ديناميات العلاقات بين الشباب. حيث أظهرت الدراسات أن واحداً من كل ثلاثة مراهقين قد يتعرضون لأنواع مختلفة من الإساءة داخل علاقاتهم العاطفية. هذا النوع من العنف ليس فقط جسديًا، بل يمتد ليشمل الجوانب النفسية والعاطفية وحتى الجنسية. يمكن لهذه التجارب السلبية أن تترك آثارًا نفسية طويلة الأمد مثل الاكتئاب والقلق وربما حتى أفكار الانتحار.
وفقًا للمختصين، فإن السيطرة القسرية تعد واحدة من أكثر السلوكيات شيوعًا في العلاقات المسيئة. تتمثل هذه السيطرة في محاولة أحد الشركاء فرض إرادته على الآخر باستخدام أساليب مثل تتبع تحركاته أو مراقبة اتصالاته الشخصية. وقد يشعر الشريك المستهدف بالعزلة وعدم القدرة على التواصل مع أصدقائه أو أفراد عائلته بسبب ضغوط الطرف الآخر. يشير خبراء علم النفس إلى أن هذه الأساليب غالبًا ما تُستخدم لخلق بيئة من الخوف والسيطرة، مما يجعل الضحية أقل مقاومة.
من جهة أخرى، ثقافة الغيرة التي تروج لها بعض الأعمال الفنية قد تجعل من الصعب على المراهقين التمييز بين الحب الحقيقي وبين العلاقة المبنية على التحكم والسيطرة. لذلك، من المهم تعليم الشباب كيفية وضع الحدود وإدراك أهمية الموافقة الواضحة والمطلعة في جميع جوانب العلاقة. كما يجب التركيز على مخاطر الإكراه الجنسي والإكراه الإنجابي، وهما نوعان آخران من الإساءة التي قد لا يتم التعرف عليهما بسهولة.
يمكن للأهالي والأوصياء أن يكونوا جزءًا من الحل من خلال توفير بيئة آمنة تشجع على الحوار المفتوح. بدلاً من التدخل المباشر، يمكن استخدام مصادر خارجية مثل الكتب أو الأفلام لتقديم أمثلة على العلاقات الصحية وغير الصحية. كذلك، من المهم تعليم الأطفال مهارات الاتصال الفعّال منذ سن مبكرة لتمكينهم من التعبير عن رغباتهم وحدودهم بكل ثقة.
بالنظر إلى هذه القضية المعقدة، يصبح من الواضح أن الوقاية والتوعية هما أفضل أدواتنا لمكافحة العنف في العلاقات العاطفية. من خلال تعزيز الاحترام المتبادل والفهم العميق لأهمية الصحة النفسية والعاطفية، يمكننا المساعدة في بناء مجتمع أكثر أمانًا لجيل المستقبل.