وفقًا للأكاديمي السعودي السابق في جامعة القصيم، عبدالله المسند، فإن العواصف الغبارية الناتجة عن الرياح الهابطة تبدأ بانحدار كتل هوائية باردة من السحب الركامية بسرعة نحو الأرض. عندما تصطدم هذه الرياح بالأرض، تنتشر بشكل قوي في جميع الاتجاهات، مما يؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار الموجود على السطح. هذا التفاعل يخلق مشهدًا دراميًا يُعرف باسم "الجدار الغباري"، وهو مصدر إعجاب وخوف في آن واحد.
من الناحية الفيزيائية، يبرد الهواء داخل السحابة بسبب العمليات الديناميكية، مما يجعله أكثر ثقلًا من الهواء المحيط. هذا الاختلاف في الكثافة يؤدي إلى انخفاض الهواء بسرعة شديدة نحو الأسفل، حيث يتسبب في نشر الغبار بكفاءة عالية. ارتفاع الجدار الغباري قد يتراوح بين 300 إلى 1500 متر، ولكنه في بعض الحالات الشديدة يمكن أن يصل إلى أكثر من 2000 متر، مما يجعل المشهد أكثر روعة وإثارة.
حركة الجدار الغباري تعتمد بشكل كبير على الرياح الهابطة والظروف الجوية المحيطة. عند نقطة الاصطدام بالأرض، يتم دفع الغبار في كل الاتجاهات بشكل متزامن. ومع ذلك، إذا كانت هناك رياح علوية مرافقة، فإن الجدار الغباري يتحرك باتجاه الرياح السائدة أو حركة السحب الركامية. هذا التنسيق بين الرياح المختلفة يضيف بعدًا جديدًا لفهم كيفية تشكيل وتوجيه هذه الظاهرة الطبيعية.
سرعة الرياح في هذه العواصف تتراوح عادةً بين 50 إلى 100 كم/س، وقد تتجاوز هذه القيم في العواصف القوية جدًا. هذا المستوى من السرعة يجعل العواصف الغبارية خطيرة للغاية، خاصة على الحركة الجوية والبرية، حيث يمكن أن تؤدي إلى حوادث وخيمة إذا لم يتم التعامل معها بحذر.
في إطار الاستعداد لهذه الظاهرة، نشر مركز الأرصاد الوطني في المملكة العربية السعودية تحذيرًا يستهدف خمس مناطق، بما في ذلك منطقة الرس. ذكر المركز أن هذه العاصفة الغبارية ستؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية إلى ما بين 3 إلى 5 كيلومترات، مما يزيد من صعوبة التنقل والتواصل بين المناطق المتضررة.
هذه التحذيرات ليست مجرد إجراء شكلي، بل هي ضرورة حيوية لضمان سلامة السكان والممتلكات. يجب على الجميع اتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل إغلاق النوافذ والأبواب، استخدام أجهزة تنقية الهواء داخل المنازل، وتقليل التنقل غير الضروري خلال فترة استمرار الظاهرة.
بالإضافة إلى التأثير المباشر على الحياة اليومية، فإن العواصف الغبارية لها تأثيرات بيئية طويلة الأمد. الغبار الذي يُثار أثناء هذه الظاهرة يمكن أن يؤثر على نوعية الهواء، مما يزيد من معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي لدى السكان المحليين. كما يمكن أن يؤدي إلى تلوث المياه والتربة، مما يؤثر سلبًا على الزراعة والإنتاج الغذائي.
على الصعيد الاقتصادي، تؤدي هذه الظواهر إلى تعطيل النشاط التجاري والصناعي، خاصة في القطاعات التي تعتمد على النقل والسفر. الشركات الكبرى والصغيرة على حد سواء قد تواجه خسائر بسبب توقف العمليات أو زيادة تكاليف الصيانة الناتجة عن تلف المعدات بسبب الغبار.