في حياتنا اليومية المزدحمة، قد نلجأ أحيانًا إلى تأخير الذهاب إلى الحمام بسبب ضغوط العمل أو عدم توفر الوقت الكافي. وفقًا للصيدلاني اللبناني ناجي أبو جودة، فإن هذا السلوك العرضي لا يشكل خطرًا كبيرًا عادةً، لكن إذا أصبحت هذه العادة شائعة ومتكررة، فقد تتسبب في مشاكل صحية خطيرة مثل التهابات المسالك البولية، تمدد المثانة وضعف عضلات الإفراغ، وحتى ارتجاع البول نحو الكلى.
في ظل الحياة الحديثة المليئة بالتحديات والضغوط، يواجه العديد من الأشخاص صعوبة في إيجاد وقت كافٍ للعناية بحاجاتهم الفسيولوجية الأساسية. خلال مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أكد الصيدلاني ناجي أبو جودة أن تأخير التبوّل بشكل مؤقت ليس له تأثير سلبي كبير، إلا أن الأمر يتغير عندما يصبح هذا السلوك معتادًا. يمكن لهذا العادة أن تؤدي إلى مشاكل صحية متعددة، منها التهابات المسالك البولية التي قد تصيب النساء بشكل أكبر نتيجة اختلال التوازن البكتيري. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي حبس البول بشكل متكرر إلى تمدد المثانة وضعف عضلات الإفراغ، مما يجعل من الصعب على الشخص إخلاء المثانة بالكامل عند الحاجة. وفي الحالات الشديدة، قد يحدث ارتجاع للبول إلى الكلى، مما يعرض الجسم لمخاطر أكثر تعقيدًا.
من جهة أخرى، ينصح الخبراء بمحاولة تجنب هذه العادة قدر الإمكان، خاصة في الأوقات التي تكون فيها المثانة ممتلئة تمامًا، لأن ذلك قد يؤثر على وظائف الجهاز البولي ويسبب مضاعفات طويلة الأمد.
من زاوية صحافية، يبدو أن هذه المعلومات تحمل رسالة هامة للمجتمع بأسره: الاهتمام بالجسم وعدم تجاهل إشاراته الطبيعية هو مفتاح الوقاية من العديد من المشاكل الصحية. يجب علينا جميعًا إعادة النظر في أولوياتنا اليومية وإعطاء الصحة الجسدية الاعتبار الذي تستحقه، حتى لو كان ذلك يعني تخصيص دقائق إضافية أثناء يوم عمل مزدحم. بعد كل شيء، الرعاية الذاتية ليست فاخرة بل ضرورة أساسية للحفاظ على جودة الحياة.