في تطور مثير للفضاء، تمكّن مسبار هيرا التابع لوكالة الفضاء الأوروبية من التقاط صور فريدة لمكان نادر من أحد أقمار المريخ أثناء اقترابه منه. جاء هذا الحدث ضمن خطط المسبار للحصول على دفعة زخم إضافية أثناء مروره بجانب الكوكب الأحمر، مما يُمكّنه من الوصول إلى كويكب ديديموس وكوكبه الصغير دايمورفيس. أطلق المسبار في أكتوبر 2024 بهدف دراسة آثار مهمة سابقة لناسا، حيث صدمت الوكالة عمدًا كويكبًا صغيرًا لتغيير مداره، وذلك ضمن جهود اختبار تقنيات الدفاع الكوكبي.
في رحلة مليئة بالتحديات العلمية، حلق مسبار هيرا قرب المريخ في وقت سابق، حيث أتاح له ذلك التقاط صور فريدة لجانب غير معروف من أحد أقمار الكوكب الأحمر. هذه الخطوة ليست مجرد وسيلة لالتقاط الصور، بل كانت ضرورية لتحصيل الزخم اللازم الذي يسمح له بالوصول إلى هدف مهمته الأساسي: نظام ديديموس ودايمورفيس. وقد بدأت المهمة في أكتوبر 2024، بعد إطلاق المسبار لدراسة تأثير عملية الصدام التي قامت بها ناسا باستخدام مركبتها دارت، والتي استهدفت كويكبًا صغيرًا لتغيير مساره.
وفقًا لإيان كارنيلي، مدير مشروع هيرا، فإن الهدف الرئيسي هو اختبار تقنية جديدة يمكن أن تُستخدم مستقبلاً لحرف مسار الكويكبات التي قد تشكل تهديدًا للأرض. ستعمل المهمة على جمع بيانات دقيقة من مكان قريب جدًا، مما سيحسن فهمنا لهذه الأجسام السماوية ويتيح لنا التحكم فيها عند الحاجة. ومن المتوقع أن يصل هيرا إلى موقعه المستهدف في أكتوبر 2026 ليبدأ تحقيقاته الدقيقة حول النظام الكويكيبي.
من خلال هذه الجهود المشتركة بين وكالات الفضاء العالمية، نشهد تقدمًا كبيرًا في مجال الدفاع الكوكبي، حيث يتم تطوير تقنيات قادرة على حماية الأرض من أي تهديدات محتملة في المستقبل.
من منظور صحفي أو حتى كقارئ متابع، يبدو أن مثل هذه المهام الفضائية تمثل نقطة تحول كبيرة في كيفية تعامل البشر مع الفضاء. ليس فقط من حيث استكشاف الكواكب والمذنبات، ولكن أيضًا من حيث الاستعداد لمواجهة التحديات المحتملة التي قد تواجه كوكبنا. رسالة واضحة تخرج من كل خطوة تتخذها وكالات الفضاء هي أن العلم والتكنولوجيا هما الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار على الأرض وعلى مستوى الفضاء الأوسع. هذه التجارب تُظهر أهمية التعاون الدولي وتطوير تقنيات متقدمة لحماية حياتنا في المستقبل.