صحي
اكتشاف ثمين: فك رموز مخطوطة قديمة باستخدام الذكاء الاصطناعي
2025-02-10

في تطور مذهل للعلم، نجح فريق من الباحثين في كشف أسرار مخطوطة تاريخية كانت ضمن مجموعة احترقت أثناء ثوران بركان فيزوف. هذه المخطوطة، التي حفظتها إحدى المكتبات البريطانية المرموقة، أصبحت أول وثيقة من نوعها يتم فك شفرتها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. العملية المعقدة استخدمت أساليب التصوير الحديثة لتعزيز وضوح الحبر وتمكنت من تقديم صور واضحة للنص الداخلي للمخطوطة. هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام فهم أفضل للثقافة والحضارة القديمتين.

تعود أصول هذه المخطوطة إلى عام 79 ميلادي، عندما دمر ثوران البركان مدينة هيركولانيوم الرومانية القديمة. منذ ذلك الحين، ظلت المخطوطات المحترقة تحفظ سرها حتى اليوم. فريق العمل الذي قاد هذه العملية كان مكونًا من خبراء في مجالات مختلفة، بما في ذلك علماء الحاسوب وأمناء المكتبات المتخصصين في الوثائق الكلاسيكية. استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتصوير بالأشعة السينية ساعد في تحسين جودة الصور الناتجة بشكل كبير.

أحد الأسباب الرئيسية وراء نجاح هذا المشروع يعود إلى التركيب الكيميائي الفريد للحبر المستخدم في كتابة المخطوطة. يبدو أن هذا الحبر يحتوي على عناصر أكثر كثافة مما جعله أكثر وضوحًا في الصور الناتجة عن عمليات المسح. ومع ذلك، ما زال هناك الكثير من العمل البحثي المطلوب لتحديد المكونات الدقيقة لهذا الحبر وكيف يمكن استغلالها لتحسين عملية القراءة والترجمة.

أشار أحد العلماء الرائدين في هذا المجال إلى أن التحدي الحقيقي كان في تمييز الحبر الأسود عن المادة المحترقة التي تشكلت منها المخطوطة. استخدام تقنيات التعلم الآلي ساعد في تعزيز وضوح الحروف وجعلها قابلة للقراءة. رغم أن هذه التقنيات لا تقوم بفك الشفرة مباشرة، إلا أنها تسهل مهمة العلماء البشريين الذين سيقومون بنسخ وترجمة النصوص.

مع تقدم هذه الجهود، يأمل الباحثون في الوصول إلى المزيد من المعلومات الثمينة التي قد تكون مخفية داخل المخطوطة. هذا العمل الجماعي بين الخبراء من مختلف التخصصات يمثل خطوة كبيرة نحو فهم أعمق للتاريخ القديم وإمكانات غير محدودة للكشف عن المزيد من الأسرار التاريخية.

More Stories
see more