تشهد الولايات المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالأمراض التنفسية، خاصة الإنفلونزا. بعد فترة من الانخفاض المبكر هذا العام، شهدت البلاد زيادة كبيرة في أعداد الحالات التي تتجاوز ذروة الموسم السابق. مع معدل إيجابية الاختبار يصل إلى 30٪، يتوقع الخبراء أن يكون هذا الموسم الأكثر صعوبة منذ ما قبل جائحة كوفيد-19. وفقًا لتقديرات الجهات الصحية، سُجلت أكثر من 24 مليون حالة مرضية، وأكثر من 310 ألف دخول للمستشفيات، وأكثر من 13 ألف حالة وفاة بسبب الإنفلونزا حتى الآن.

مع انتشار الفيروس على نطاق واسع، أصبح معدل دخول المستشفيات هو الأعلى خلال السنوات السبع الماضية، حيث بلغ حوالي 64 حالة لكل 100 ألف شخص. هذا الارتفاع يشمل معظم الولايات الأمريكية، باستثناء ست ولايات فقط. بالإضافة إلى ذلك، تظهر اختبارات مياه الصرف الصحي مستويات عالية من الفيروس المسبب لكوفيد-19، مما يشير إلى وجود تهديد مزدوج للصحة العامة.

أكدت الطبيبة سارة نوسال من برونكس على أهمية العزل للحد من انتشار الأمراض. بينما يواجه قسم الطوارئ في المستشفيات ضغطًا كبيرًا بسبب زيادة عدد المرضى المصابين بالأنفلونزا. كما أشار الدكتور ويليام شافنر من جامعة فاندربيلت إلى أن التمييز بين الأنفلونزا وكوفيد-19 أمر حاسم لتحديد العلاج المناسب وإدارة الأعراض بشكل صحيح. يمكن أن تكون مضادات الفيروسات مثل تاميفلو وباكسلويد فعالة عند استخدامها في الأيام الأولى للأعراض.

في الوقت الحاضر، يواجه المجتمع الطبي تحديًا كبيرًا في التعامل مع هذا الارتفاع الحاد في حالات الأمراض التنفسية. مع استمرار الزيادة في أعداد المرضى، يبقى التركيز على تعزيز الإجراءات الوقائية وتوفير الرعاية المناسبة للأفراد المصابين. كما يشدد الخبراء على أهمية التواصل مع الأطباء والالتزام بالإجراءات الصحية لحماية الصحة العامة.