البحث العلمي الحديث يكشف تأثيرات ملحوظة لتفضيل الوالدين لطفل معين على سلوكيات الأسرة. دراسة شاملة أجراها علماء النفس فحصت بيانات ضخمة تتعلق بآلاف الأشخاص، وأظهرت أن الظروف المحيطة بالولادة، مثل ترتيب الطفل بين إخوته وسماته الشخصية، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على كيفية التعامل معه من قبل الوالدين. الباحثون استعرضوا أيضاً كيف تعكس المعاملة الشاملة للأطفال، السيطرة الأبوية، وتخصيص الموارد والتفاعلات الإيجابية والسلبية، طريقة تربية الآباء لأبنائهم.
تفضيل طفل معين قد يأتي مع مجموعة من النتائج المتنوعة التي تمتد إلى حياة الأطفال في المستقبل. بينما قد يحصل الأطفال المفضلون على مزايا صحية وتعليمية أكبر، فإن هذا التفضيل قد يؤدي أيضًا إلى صعوبات غير متوقعة. بعض هؤلاء الأطفال قد يشعرون بالضغط للحفاظ على صورتهم كـ"الأفضل"، مما قد يحد من قدرتهم على الاستمتاع بحياتهم بشكل طبيعي. من الجدير بالذكر أن الأطفال الذين لا يتم تفضيلهم قد يواجهون تحديات خاصة خلال مرحلة البلوغ، بما في ذلك مشاكل الصحة العقلية وتعاطي المواد الضارة.
من الضروري أن يكون الآباء صادقين وموضوعيين بشأن أي تفضيل قد يظهرونه لأطفالهم وأن يعملوا على تحقيق العدالة والشفافية في معاملتهم. الحوار الصريح مع الأطفال حول أسباب المعاملة المختلفة يمكن أن يساعد في تخفيف الآثار السلبية للتفضيل. كما يجب على الآباء أن يكونوا مستعدين للاستماع إلى آراء الآخرين حول أساليب تربيتهم وأن يسعوا جاهدين لتصحيح أي اختلافات غير عادلة قد تكون موجودة. هذه الممارسات السليمة ستساعد في خلق بيئة أسرية أكثر توازناً وصحة للأطفال ليترعرعوا فيها.