صحي
اكتشاف جديد يعيد تشكيل فهمنا لتاريخ الثدييات أحادية المسلك
2025-05-04

كشفت دراسة علمية حديثة عن أدلة جديدة تتعلق بسلف الثدييات أحادية المسلك، وهي مجموعة من الكائنات التي تتميز بطبيعتها الفريدة بين الثدييات. هذه الأبحاث استندت إلى عينة أحفورية تم اكتشافها منذ أكثر من ربع قرن في أستراليا، وقد سلطت الضوء على ملامح لم تكن معروفة سابقًا حول كيفية تطور هذه الكائنات الغريبة. يعتقد العلماء أن هذه الحفريات توفر نظرة ثاقبة حول تاريخ التطور البيولوجي لهذه المخلوقات وطريقة حياتها خلال العصر الذي كانت فيه الديناصورات تسود الأرض.

وفقًا للباحثين، فإن كشفًا تم إجراؤه باستخدام تقنيات تصوير متقدمة كشف عن بنية داخلية لعظمة عضد تنتمي لكائن يُدعى "Kryoryctes cadburyi"، والذي يُعتبر السلف المعروف الوحيد للثدييات أحادية المسلك. هذا الاكتشاف يشير إلى أن أسلاف خلد الماء والنضناض ربما كانوا يعيشون حياة برمائية، مما يعني أنهم قضوا جزءًا كبيرًا من وقتهم في الماء. كما تشير النتائج إلى أن بعض الصفات الفسيولوجية الحديثة الخاصة بهذه الثدييات بدأت تتطور قبل أكثر من 100 مليون عام.

تشير الدراسة إلى أن هذا الكائن الأحفوري كان يمتلك عظامًا أثقل وأكثر كثافة من تلك الموجودة لدى النضناض البري الحالي، مما يجعلها ملائمة لحياة مائية. وفقًا لما ذكرته الدكتورة لورا ويلسون، المشاركة في البحث، فقد كشفت تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد عن خصائص غير مرئية سابقًا، مما أضاف بعدًا جديدًا لفهم طبيعة هذه الكائنات القديمة.

بالإضافة إلى ذلك، توضح الدراسة أن هناك اختلافات واضحة بين أساليب الحياة لكل من خلد الماء والنضناض الحديثين. بينما يعتمد الأول بشكل كبير على المياه أثناء البحث عن الطعام، فإن الثاني يعيش بالكامل على اليابسة. هذه الاختلافات قد تكون نتيجة لتغيرات تدريجية حدثت عبر الزمن، حيث تكيف كل نوع مع بيئته الجديدة.

تعد هذه النتائج بمثابة خطوة كبيرة نحو فهم أصول الثدييات بشكل عام. وأشار الدكتور غييرمو روجيه، المتخصص في تطور الثدييات المبكرة، إلى أن هذه الكائنات الصغيرة تقدم لنا نافذة على الماضي البعيد، وتتيح لنا استكشاف كيف كانت الثدييات تبدو قبل أن تظهر الحيوانات التي نعرفها اليوم مثل الخيول والكلاب وحتى البشر.

تكشف هذه الأبحاث أيضًا عن أهمية الحفريات في فهم التاريخ التطوري للأرض. من خلال دراسة هذه العينات القديمة، يمكن للعلماء إعادة كتابة القصص التي تشكلت عبر الملايين من السنين، مما يساعد في تحديد الجوانب الأساسية التي جعلت الحياة على كوكب الأرض متنوعة ومعقدة كما هي الآن.

More Stories
see more