في تطور مثير للجدل، كشف علماء عن اكتشاف مادة زجاجية سوداء داخل رأس شخص توفى أثناء ثوران بركان فيزوف عام 79 ميلاديًا. هذا الاكتشاف غير المسبوق يوفر نظرة فريدة على ما حدث في اللحظات الأخيرة لحياة الضحية وكيف تشكلت هذه المادة الغريبة. الباحثون استخدموا تقنيات متقدمة لتحليل العينات وتحديد الظروف التي أدت إلى تحول أنسجة الجسم إلى زجاج، مما أثار نقاشًا علميًا حول صحة النتائج والطرق المستخدمة.
في بلدة هيركولانيوم الساحلية القديمة، وجد باحثون في العام 2020 قطعة زجاجية سوداء فريدة داخل جمجمة شاب عُثر عليه مستلقيًا على وجهه فوق سرير مدفون تحت الرماد البركاني. دراسة حديثة نشرت في مجلة "Scientific Reports" توصلت إلى أن هذه المادة قد تكون نتجت من تبريد سريع لأجزاء الدماغ عند درجة حرارة عالية تتجاوز 510 درجة مئوية. هذه العملية المعروفة بـ"التزجيج" تتطلب تسخينًا سريعًا يتبعه تبريد متسارع، وهو ما لم يحدث مع التدفقات البركانية التي دمرت البلدة.
وفقًا للعلماء، يبدو أن سحابة رماد ساخنة انطلقت من البركان وبددت بسرعة خلقت الظروف اللازمة لتحول الأنسجة الرخوة إلى زجاج. ومع ذلك، بعض الخبراء مثل ألكساندرا مورتون-هايوارد من جامعة أكسفورد يشككون في صحة هذه النظرية، مشيرين إلى أن الأنسجة العضوية تحتاج عادةً إلى تبريد سريع عند درجات حرارة منخفضة للغاية لتتحول إلى زجاج.
رغم الجدل المثار، يعتبر هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم أفضل للآثار التي يمكن أن تحدث خلال الكوارث الطبيعية الكبرى، وخاصة تلك المتعلقة بالبراكين.
من وجهة نظر صحافية، يبرز هذا البحث أهمية الاستمرار في استكشاف التاريخ الطبيعي والبحث العلمي الدقيق. إن فهم كيف تتفاعل الظواهر الطبيعية مع الحياة البشرية يمكن أن يساعدنا في التحضير بشكل أفضل للمستقبل والتعامل مع الكوارث المحتملة. كما يعزز هذا الاكتشاف قيمة الحفاظ على الآثار والتاريخ البشري، حيث يمكن أن توفر لنا رؤى ثمينة عن الماضي وتأثيراته على حاضرنا ومستقبنا.