صحي
رحيل البطل الأسترالي صانع الحياة: جيمس هاريسون
2025-03-03

في خبر حزين، أعلنت أستراليا وفاة أحد أبرز أبنائها، جيمس هاريسون، الذي أنقذ حياة الملايين من الأطفال بفضل تبرعاته الدموية الفريدة. خلال حياته، قدم هذا الرجل النبيل أكثر من 1100 تبرع بالبلازما، مما مكن العلماء من إنتاج دواء حيوي يحمي الأجنة من مرض خطير. ترك وراءه إرثاً عظيماً من العطاء والتفاني في خدمة البشرية.

تفاصيل حياة الإنسان ذو الذراع الذهبية

في ليلة هادئة من فبراير، رحل جيمس هاريسون عن عالمنا في دور رعاية المسنين بشمال سيدني عن عمر يناهز 88 عاماً. بدأت رحلته الإنسانية عندما كان شاباً في الرابعة عشرة من عمره، حيث احتاج إلى نقل دم بعد عملية جراحية معقدة. هذه التجربة ألهمته ليبدأ رحلة التبرع التي استمرت لأكثر من ستة عقود.

تميزت بلازما دم هاريسون بوجود أجسام مضادة نادرة سمحت بإنتاج دواء يحمي الأمهات الحوامل وأجنتهن من مرض الريسوس الخطر. كان لهذا الاكتشاف أثر ثوري على الطب الحديث، إذ أنهى معاناة آلاف العائلات في أستراليا والعالم. حتى اليوم الأخير لقدرته على التبرع، ظل هاريسون يمد يده للآخرين كل أسبوعين دون انتظار مقابل.

أشاد المسؤولون الطبيون والأسر التي استفادت من تبرعاته بكرمه وإنسانيته. كما كرمت الحكومة الأسترالية هذا الرجل الاستثنائي بمنحه العديد من الأوسمة والجوائز تقديرًا لجهوده.

تتذكر ابنته تريسي بحنان والدها الذي أنقذ حياة الكثيرين، وتؤكد أن عائلتها كانت واحدة من المستفيدات المباشرة من تبرعات والدها الثمينة.

ترك هاريسون وراءه إرثًا إنسانيًا لا يُضاهى، حيث غيّر حياة الملايين للأفضل بفضل كرم يدِه وقلبِه الكبير.

إذا كانت حياة جيمس هاريسون تقدم لنا درساً، فهو أن أعظم الأعمال غالباً ما تكون بسيطة ومتواضعة. لقد أظهر لنا أن كل شخص لديه القدرة على إحداث تأثير كبير في حياة الآخرين، حتى لو بدأ الأمر بخطوة صغيرة. إنها دعوة للجميع لننظر حولنا ونجد فرصاً للعطاء والعطاء المستمر، فكل تصرف صغير يمكن أن يغير حياة شخص ما للأبد.

More Stories
see more