صحي
تحقيق الأمن الغذائي عبر تحويل الصحارى إلى أراضٍ خصبة
2025-04-09

في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بالأمن الغذائي وتدهور الأراضي، تبرز شركات ناشئة مثل "HyveGeo" كجزء من الحلول المبتكرة. تعمل هذه الشركة على استخدام تقنيات متقدمة لتحويل النفايات الزراعية والطحالب الدقيقة إلى مزيج خصب يعزز نمو المحاصيل حتى في البيئات الصحراوية القاسية. مع إنتاج الفحم العضوي وتطوير حلول بيولوجية تعزز خصوبة التربة، تسعى الشركة إلى تحقيق توازن بين التنمية المستدامة وإزالة الكربون من الغلاف الجوي. تخطط "HyveGeo" للتوسع في عملياتها بحلول عام 2026، حيث ستكون قادرة على معالجة عشرات الآلاف من الأطنان من المواد العضوية سنويًا، مما يساهم في إعادة تأهيل الأراضي الصحراوية حول العالم.

تفاصيل المشروع: تحويل الصحراء إلى أرض خضراء

في رحلة نحو تحقيق الأمن الغذائي واستعادة التربة الصحراوية، بدأت شركة "HyveGeo" مشوارها في مدينة كامبريدج البريطانية والعاصمة الإماراتية أبوظبي. خلال السنوات الأخيرة، طوّرت الشركة تقنية تعتمد على استغلال النفايات الزراعية المحلية، مثل نفايات مزارع النخيل، لإنتاج مادة الفحم العضوي (biochar)، وهي مادة غنية بالكربون تساعد في تحسين جودة التربة. ومع ذلك، لم يكن الفحم العضوي كافيًا لتغيير الصحراء؛ فلجأت الشركة إلى الطحالب الدقيقة التي تمتص ثاني أكسيد الكربون وتحوله إلى مواد حيوية تُضاف إلى التربة.

في موقع تجريبي بأبوظبي، نجحت "HyveGeo" في إنتاج 200 طن من الفحم الحيوي، مما ساهم في تحويل 800 طن من النفايات بعيدًا عن مكبات القمامة. ووفقًا للمؤسسين، فإن هذا الإنجاز سيتضاعف بمجرد افتتاح أول منشأة تجارية في عام 2026، حيث سيتم معالجة 40 ألف طن من المواد العضوية سنويًا. يتم اختبار المنتجات الحالية بالتعاون مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وقد أظهرت التجارب نتائج مشجعة في زراعة محاصيل مثل الطماطم تحت الظروف القاسية لدرجات الحرارة المرتفعة.

من جانبها، أكدت الدكتورة مارسيلا فرنانديز دي سوزا، خبيرة التكنولوجيا الحيوية للطحالب، أن هذه التقنية تبدو واعدة لكنها تحتاج إلى وقت طويل لاستعادة التربة بشكل كامل. ومع ذلك، فإن الموقع الاستراتيجي للإمارات العربية المتحدة، الذي يتميز بالطقس المشمس والأراضي الشاسعة، يجعله المكان المثالي لتنفيذ هذه المشاريع.

على المدى البعيد، تهدف "HyveGeo" إلى تصدير نموذجها إلى دول أخرى تعاني من التصحر، بهدف إعادة تأهيل 10 آلاف هكتار من الأراضي وإزالة مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035.

من وجهة نظر صحافية، يبدو أن هذا المشروع ليس مجرد خطوة نحو تحقيق الأمن الغذائي، بل هو أيضًا دليل على كيفية توظيف التكنولوجيا البيئية لمواجهة تحديات عالمية كبيرة. يمكن لهذا النوع من الابتكارات أن يكون مصدر إلهام لدول أخرى لاستخدام مواردها المحلية بطريقة مستدامة وفعّالة. إذا تمكن العلماء والشركات من التعاون لتحقيق مثل هذه الأهداف، فقد يكون لدينا مستقبل أكثر إشراقًا وأقل تلوثًا.

More Stories
see more