تسلط الأبحاث الحديثة الضوء على اهتمام متزايد من النساء في مختلف أنحاء العالم بطرق تأجيل أو إنهاء الدورة الشهرية بشكل مؤقت أو دائم. وفقًا للإحصائيات، فإن نسبة كبيرة من النساء، خاصة الطالبات والعاملات في السلك العسكري، يسعين إلى استكشاف خيارات طبية لتحقيق هذا الهدف. تختلف هذه النسب حسب العمر والمنطقة الجغرافية، حيث تظهر أعلى مستويات التفضيل في أمريكا الشمالية وأوروبا، بينما تنخفض في الشرق الأوسط وإفريقيا. في عام 2022، أصدرت الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء توجيهات سريرية لدعم الأطباء في تقديم حلول ملائمة للمريضات.

تشير الدراسات إلى وجود رغبة ملحوظة بين النساء الأصغر والأكبر عمراً في تأجيل الدورة الشهرية مقارنة بنظرائهن في منتصف العمر. الأساليب الموصى بها تتضمن استخدام وسائل منع الحمل المختلفة مثل الحبوب المركبة المستمرة، اللاصقات الجلدية، الحلقات المهبلية، بالإضافة إلى حقن البروجستيرون. كما تشمل الخيارات الأخرى الوسائل الهرمونية طويلة الأمد التي تعمل بإطلاق الليفونورجيستريل داخل الجسم. وعلى الرغم من توفر هذه الخيارات، إلا أن تحقيق نتائج دقيقة يتطلب شرحًا دقيقًا للأطباء حول الفوائد والآثار الجانبية لكل طريقة.

من جهة أخرى، هناك العديد من العوامل الطبيعية وغير الطبيعية التي قد تؤدي إلى توقف الدورة الشهرية من تلقاء نفسها. يمكن أن تكون هذه الحالات مرتبطة بالحمل، فقدان الوزن المفاجئ، زيادة الوزن، الإجهاد الزائد، أو حتى الوصول إلى سن اليأس. وفي بعض الحالات، قد تكون مشاكل صحية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو مرض السكري غير المنضبط هي السبب الرئيسي. لذلك، يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب عند حدوث غياب مستمر للدورة الشهرية لأكثر من ثلاثة أشهر.

مع توفر مجموعة واسعة من الخيارات الطبية لتعديل الدورة الشهرية، أصبح من الممكن تحسين جودة الحياة للنساء اللواتي يعانين من آثارها السلبية. ومع ذلك، يجب على كل امرأة أن تستشير طبيبها لاختيار الطريقة الأنسب بناءً على صحتها العامة والحالة الخاصة بها. تعزيز التواصل بين الأطباء والمريضات يمثل الخطوة الأولى نحو توفير حلول أكثر كفاءة وفعالية.