يُعد نقص الحديد من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. يلعب الحديد دورًا حاسمًا في نقل الأكسجين عبر الدم وتوفير الطاقة للجسم، مما يجعل اكتساب كميات كافية منه ضروريًا لصحة جيدة. وفقًا لأحدث البيانات، يعاني ثلث سكان العالم تقريبًا من هذا النقص، خاصة النساء في فترات معينة من حياتهن. تشمل الأعراض الشائعة الشعور بالتعب والضعف، بالإضافة إلى مشاكل أخرى مثل صعوبة التركيز والشعور بالدوار. يمكن أن تنشأ هذه الحالة نتيجة فقدان الدم أو صعوبات في امتصاص الجسم للحديد، وهو ما يشكل تحديًا خاصًا لبعض الفئات مثل الرياضيين ومرضى الجهاز الهضمي.
تُظهر الأبحاث أن الحديد يعد عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على وظائف الجسم الحيوية. عند نقص مستوياته، يتأثر الأداء اليومي للأفراد بشكل سلبي. وفقًا للمعلومات المتوفرة، يمكن أن يتسبب فقدان الدم في انخفاض مستويات الحديد، سواء كان ذلك بسبب التعرق أو مشاكل صحية أخرى تتعلق بالأمعاء. كما أن بعض الحالات الوراثية قد تعيق قدرة الجسم على امتصاص هذا العنصر الحيوي. يُذكر أيضًا أن الرياضيين الذين يمارسون رياضات التحمل يكونون أكثر عرضة لفقدان الحديد، وذلك بسبب الضغط الذي يقع على أجسامهم أثناء التمارين القوية.
تشمل العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى نقص الحديد أمراض الجهاز الهضمي، مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، والتي تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص المعادن الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم الجراحة في تغيير كيفية تعامل الجسم مع الحديد، مما يزيد من خطر الإصابة بنقصه. بالنسبة للأطفال، يعتبر النظام الغذائي غير المتوازن أحد الأسباب الرئيسية لنقص الحديد، خاصة خلال الفترة الحرجة بين 9 أشهر وسنتين من العمر، حيث يحتاج الأطفال إلى كميات إضافية من هذا العنصر لنموهم وتطورهم.
أكدت العديد من المصادر الطبية على أهمية التشخيص المبكر لأعراض نقص الحديد واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجته. يمكن أن يؤدي نقص هذا العنصر الحاسم إلى تداعيات صحية خطيرة، بما في ذلك تدهور الأداء الدراسي والمهني، زيادة فرص الإصابة بالالتهابات، ومشاكل في السلوك لدى الأطفال. لذا، من الضروري الاهتمام بالتغذية السليمة والحصول على كمية كافية من الحديد من خلال نظام غذائي متوازن، بالإضافة إلى استشارة الطبيب في حالة وجود أي أعراض مشبوهة.