كشفت دراسة حكومية شاملة أجريت مؤخرًا عن زيادة كبيرة في معدلات التدخين بين البالغين في الأردن، مما يثير القلق بشأن تأثيره على الصحة العامة. بحسب النتائج التي تم الكشف عنها خلال مؤتمر صحفي رفيع المستوى، بلغت نسبة المدخنين 51.6%، مع وجود فجوة واضحة بين الجنسين. هذه الزيادة الملحوظة، خاصة بين النساء، ترتبط ارتباطًا مباشرًا بارتفاع حالات الإصابة بأمراض السرطان في البلاد. كما أظهرت البيانات أن هناك صلة قوية بين بداية استخدام التبغ في سن مبكرة ومعدلات التدخين المرتفعة في وقت لاحق من الحياة.
أشارت البيانات الجديدة إلى تضاعف أعداد المدخنات الأردنيات أربع مرات منذ عام 2004، مما يجعل هذا الموضوع أكثر إلحاحًا. خلال المؤتمر الذي شاركت فيه عدة وزارات، تم تسليط الضوء على الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة، بما في ذلك عوامل ثقافية واجتماعية قد تشجع على بدء التدخين في سن مبكرة. وفقًا للبيانات، فإن الفئة العمرية بين 15 و17 عامًا هي الأكثر تأثرًا، حيث سُجلت نسبة استهلاك التبغ بينهم بنسبة 31%. بينما كانت الفئة العمرية 25-34 عامًا الأكثر استخدامًا للتبغ، بنسبة تقارب 60%.
صرح المسؤولون بأن هناك علاقة مباشرة بين زيادة حالات السرطان وانتشار التدخين، خاصة بين النساء. وجد المسح أن معدل الإصابة السنوي بالسرطان بين النساء المدخنات ارتفع بنسبة 6% سنويًا بين عامي 2015 و2022، مقارنة بـ 0.2% فقط قبل تلك الفترة. هذا النمو الكبير، والذي بلغ 28 ضعفًا، يشير إلى الحاجة الملحة لوضع سياسات صحية جديدة. بالإضافة إلى ذلك، كشفت البيانات أن المدخنين يستهلكون في المتوسط 22 سيجارة يوميًا، بينما تستهلك النساء ما يعادل 16.5 سيجارة يوميًا.
أكدت النتائج أيضًا على أهمية التركيز على الفئات الشبابية، حيث بدأت نسبة كبيرة من المدخنين (38.6%) استخدام التبغ عند سن أقل من 18 عامًا، و11.5% منهم عند سن أقل من 15 عامًا. هذا يعني أن جذور المشكلة تكمن في سن مبكرة، مما يتطلب تدخلًا مبكرًا لمنع انتشار هذه العادة الضارة. كما أشارت البيانات إلى أن الأردنيين يشكلون الغالبية العظمى من المستخدمين، بنسبة 69%، بينما يشكل السوريون والجنسيات الأخرى النسبة المتبقية.
مع ازدياد الوعي بهذه القضية، أصبح من الواضح أن هناك حاجة ماسة لتطبيق استراتيجيات الوقاية والعلاج بشكل أكثر فعالية. يجب على الحكومة والأطراف المعنية العمل معًا لمواجهة هذه الأزمة الصحية، والتي تؤثر بشكل كبير على المجتمع الأردني. إن فهم أسباب هذه الزيادة وتأثيرها الصحي يمكن أن يساعد في وضع خطط مستقبلية لتقليل معدلات التدخين وتحسين صحة السكان.